دورة «كان» السينمائية الـ57 تبدأ اليوم وسط تهديدات باحتلال قصر المهرجان

TT

تنطلق مساء اليوم احتفالات الدورة 57 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي على الشاطئ الجنوبي لفرنسا. وتم حشد الآلاف من رجال الأمن لتأمين سير المهرجان الذي يلاقي تهديدات بافشاله من نقابات العاملين في حقل الاستعراض. ويطالب هؤلاء الفنانون الموسميون بضمان اجتماعي افضل من المعمول به حاليا، في فترات الانقطاع عن العمل.

ويقود العاملون في حقل الفنون الاستعراضية، من كافة التخصصات التقنية والفنية، حركة احتجاجية واسعة منذ العام الماضي. وقد نجحوا في إلغاء المهرجانات الصيفية التي تقام في المدن الفرنسية، خلال الموسم الماضي، وأبرزها مهرجان «افينيون» العالمي للمسرح.

وتؤكد انباء تسربت عن استعدادات الفنانين الموسميين، انهم يخططون لاحتلال قصر المهرجان ليلة الافتتاح ويحاولون الوصول الى عدد من ضيوف المهرجان، ممن عرف عنهم التزامهم بالقضايا السياسية والاجتماعية، لحثهم على الوقوف الى جانب حركة الاحتجاج، ومقاطعة الدورة الحالية لمهرجان «كان». ومن هؤلاء الضيوف المخرج الاميركي مايكل مور وزميله كين لوتش.

وفي ظل هذه التهديدات، اعلن وزير الثقافة الفرنسي انه لن يدخر جهدا في سبيل ان يجري المهرجان بشكل طبيعي وحسب المنهاج المقرر له، معتبرا ان التعرض له مساس بـ«مفخرة وطنية». ومن جهتهم، هدد العاملون في حقل الفنادق والمطاعم والخدمات في مدينة «كان» بهجوم مضاد في حال عرقلة سير المهرجان، مؤكدين ان ارزاقهم وعائلاتهم تعتمد عليه.

وسواء نجح العاملون في حقل الاستعراض بسحب السجادة الحمراء من فوق ادراج قصر المهرجان او فشلوا في ذلك، فان منهاج الدورة الحالية يشتمل، في حد ذاته، على اكثر من قنبلة موقوتة، بينها فيلم «فهرنهايت 11/9» لمايكل مور الذي تقول التقارير التي تسربت عنه انه محاكمة قاسية لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش.

وهناك ايضا فيلم المخرجة اليهودية الفرنسية سيمون بيتون حول الجدار العازل الذي اقامه الاسرائيليون في الاراضي المحتلة، وهو فيلم يدين ذلك الجدار ادانة صارخة ويكشف الكوارث التي تسبب فيها للفلسطينيين.

وطبعا، ينتظر الكثيرون الفيلم الجديد للمخرج المصري يوسف شاهين وعنوانه «الاسكندرية ـ نيويورك»، وهو ايضا نظرة اخرى من زاوية شخصية للعلاقة الملتبسة بين المخرج وبين الولايات المتحدة، البلد الذي احب سينماه وموسيقاه واعترض على سياسته.

وبالاضافة الى تلك الافلام، فان فيلم افتتاح الدورة الجديدة لمهرجان «كان» يشكل ايضا قنبلة اجتماعية ستنفجر في وجه كثير من التقاليد المحافظة. وانجز فيلم الافتتاح المخرج الاسباني بيدرو المودوفار، وعنوانه «تربية سيئة»، وهو مثل الافلام السابقة للمخرج يطرح قضية الازدواج الجنسي، ويزيد عليها مشكلة التحرش بالاطفال في اوساط الكنيسة الكاثوليكية.