الروتين يعرقل تأمين الدواء لـ300 مصاب بالإيدز في لبنان

TT

تسببت اجراءات روتينية في وزارة الصحة في عرقلة تأمين الدواء الثلاثي الذي يعالج به مرضى الايدز، ويبلغ عددهم حوالي الثلاثمائة شخص حسب ما ذكرت احدث الاحصاءات.

وفي اتصال لـ «الشرق الأوسط» مع احد المسؤولين في الوزارة قال «من المنتظر ان تؤمن الأدوية خلال الأيام القليلة المقبلة».

وكانت جمعية «انوار المحبة» التي تهتم بمساعدة مرضى الايدز ومعالجتهم اصدرت بياناً جاء فيه «ان الدواء الثلاثي التي يعالج به المرضى مقطوع من وزارة الصحة وقد فقد على مراحل وبتاريخ 10 مايو (ايار) الجاري انقطع الدواء الثالث ولم يتم تأمينها حتى الساعة».

وأكد المدير العام للجمعية اكرم صعيبي في اتصال معه «ان هناك حوالي ثلاثمائة مريض مصاب بالايدز في لبنان، وتتولى الجمعية مساعدة خمسين منهم اجتماعياً ومعالجتهم صحياً على نفقتها الخاصة، الا انها تفاجأت منذ فترة بانقطاع الدواء الثلاثي ولم تستطع وزارة الصحة تأمينها رغم مسؤوليتها في هذا الاطار، لاسيما ان كلفة هذه الأدوية توازي مبلغ ألف وثمنمائة دولار». واكد صعيبي، الذي يساعده 650 متطوعا في ادارة اعمال الجمعية واجراء الاتصالات مع المرضى، على «انه وفي حال تأخر وزارة الصحة عن تأمين الدواء سيضطر الى رفع الصوت عالياً وتوجيه نداء انساني الى المعنيين، علهم يتحركون ويجدون حلاً للمشكلة». واشار صعيبي الى «انه سيلجأ الى مصادره خارج لبنان من اصدقاء وداعمين، لتأمين مبالغ توفر له شراء هذه الأدوية لأن الأمور وصلت الى مرحلة الخطر».

لكن مصدرا مسؤولا في وزارة الصحة نفى بعض ما قاله صعيبي واشار الى «ان الدواء بقي متوافراً للمرضى عبر مكتب الوزير وهم يعرفون هذه الأوضاع، فيتصلون ويقدمون طلباً تتكفل وزارة الصحة بدفع تكاليفه خوفاً على صحة المرضى ومحافظة على انتظام علاجهم». واوضح المصدر الذي استهجن هذه الأخبار «ان الأدوية ستصبح متوفرة بشكل طبيعي في الأيام القليلة المقبلة وان سبب تأخير طرحها يعود الى عرقلة ادارية روتينية بانتظار الافراج عن الموازنة المالية».

واضاف: «لدينا تعليمات واضحة من الوزير سليمان فرنجية بضرورة مساعدة هؤلاء المرضى وتلبية طلباتهم في اقصى سرعة. وهذه المسؤولية نتحملها كاملة ومن دون اي تقصير لأن الوضع الصحي للمرضى لا يستطيع ان ينتظر موازنة او قراراً او توقيعاً، لذلك كانت الأدوية تسهل لهم بطريقة او باخرى». واكد المصدر على «ان الوزارة بدأت تؤمن هذه الأدوية ايضاً لرعايا غير لبنانيين موجودين على ارضه».