باريس تحتفل بمرور 300 سنة على ترجمة «ألف ليلة وليلة» إلى الفرنسية

TT

هل كان شهريار قاتلا بالجملة، اي «سيريال كيلر» بمصطلح هذه الايام؟ هذا واحد من عناوين الابحاث التي يقدمها قرابة الاربعين باحثا من اوروبا واميركا واليابان والعالم العربي في مؤتمر بدأت جلساته في باريس، امس، حول حكايات «الف ليلة وليلة»، ويستمر حتى نهاية الاسبوع.

يأتي المؤتمر احتفالا بمرور 300 سنة على ظهور اول ترجمة لحكايات «الف ليلة وليلة» الى الفرنسية، قام بها المستشرق انطوان غالان. ونظرا لأهمية المناسبة ومستوى المشاركين فيها، فقد اختيرت لاستضافة اجمل القاعات في مؤسسات ثقافية عريقة مثل جامعة السوربون، و«الكوليج دو فرانس»، والمكتبة الوطنية، ومعهد اللغات والحضارات الشرقية.

ومن الابحاث المقدمة في المؤتمر واحد حول شخصية الخليفة في «الليالي» انطلاقا من هارون الرشيد للباحثة الفرنسية جوسلين دخلية، الاستاذة في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية، وبحث آخر بعنوان «وجه مليح ولسان فصيح» للأستاذة في معهد الدراسات الشرقية جورجين ايوب، حول اللغة التي كتبت بها «الليالي». ومن المعهد نفسه قدم الباحث والشاعر العراقي كاظم جهاد دراسة حول « الشعر في الف ليلة وليلة».

عن «رحلة السندباد البحري الثامنة في شعر خليل حاوي» يتحدث، صباح اليوم، في جامعة السوربون (صالة بورجاك) الباحث صبحي البستاني. ويتحدث في الجلسة نفسها الباحث محسن الموسوي، الاستاذ في الجامعة الاميركية في الشارقة، عن «حضور المترجم والمستشرق الفرنسي انطوان غالان واثره في الانجليزية». يعقبه الباحث والمترجم الهولندي ريشار فان ليولين عن «الاستقبال الاوروبي لليالي».

وفي جلسة بعد الظهر، يقدم الباحث الياباني يوريكو ياماناكا، من متحف الاثنيات في اوساكا، بحثا مبتكرا حول «الف ليلة والآلة المتحركة ذاتيا»، يتناول فيه ذلك التأثير المستمر بين العلم والخيال الادبي. كما سيقدم الباحث محمد عجينة، الاستاذ في المعهد العالي للغات في تونس، بحثا حول الترجمة باعتبارها انفتاحا على الآخر، مستشهدا بترجمات «الف ليلة وليلة».

ومن المتحدثين نهار غد المستعرب اندريه ميكيل، الاستاذ في «الكوليج دو فرانس»، الذي سيتناول «فوائد حكايات الليالي»، وكذلك الباحثة والمدرسة في الجامعة اللبنانية هدى مقنص التي ستحاول الاجابة عن السؤال المثير: «هل كان شهريار قاتلا بالجملة»؟ كما سيطرح الباحث المغربي عبد الفتاح كليطو، الاستاذ في جامعة محمد الخامس، سؤالا اشكاليا آخر هو: «هل ان الف ليلة وليلة كتاب ممل؟». اما ماشا اسحاقي، من معهد اللغات الشرقية في باريس، فستقدم بحثا مبتكرا ايضا بعنوان «الحب قوي كالموت» ترصد فيه اثر الليالي في اشعار الحب المكتوبة بالعبرية في الاندلس، صباح الجمعة. وفي «الكوليج دو فرانس» تقدم فريال غزول، الاستاذة في الجامعة الاميركية في القاهرة، ورقة بعنوان «شهرزاد ما بعد الحداثة»، مقيمة جسرا يربط كتابا تراثيا مثل «الف ليلة وليلة» والدراسات النقدية الحديثة الجارية اليوم.