التحقت ثلاث تونسيات ولبنانيتان بدورة للتدريب على الابحار في زورق شراعي تقام في بلدة كيبون، على الشاطئ الغربي لفرنسا. ومن المؤمل ان تشارك الرياضيات العربيات الخمس في اول سباق نسائي للزوارق الشراعية المبحرة عكس الريح، يقام شرق المتوسط هذا الصيف.
يحمل السباق اسم «طريق اليسا»، تيمناً بالملكة الفينيقية المعروفة ايضاً باسم اليسا وملكة ديدون، التي ابحرت في القرن التاسع قبل الميلاد من مملكتها في مدينة صور، جنوب لبنان، نحو شواطئ شمال افريقيا، وهناك اقامت مملكة قرطاج. وتحولت اليسا الى رمز للشجاعة والمغامرة، عدا عن انها شخصية درامية اسطورية، دخلت في صراع مع اخيها الذي قتل زوجها وكان السبب في هجرتها من وطنها. وعلى خطى تلك الملكة، ينطلق في التاسع والعشرين من اغسطس (آب) المقبل متسابقات ومتسابقون من جنسيات مختلفة، في مسار حر يستغرق اسبوعين بدون توقف، وصولاً الى شاطئ بلدة الحمامات في تونس.
يجري السباق تحت اشراف الاتحاد الفرنسي للسابقات البحرية، ويحظى برعاية الامم المتحدة وبدعم خاص من رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. وقد بذلت جهود حثيثة لاشراك مؤسسات رسمية وخاصة في رعاية هذه التجربة الوليدة والفريدة عربياً، منها مهرجان «بيت الدين».
وقال منظم السباق، السينمائي التونسي نجيب قويعة، في مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة الاجنبية في باريس، ان «طريق اليسار» هو احتفال بالثقافات المتعددة ومناسبة رياضية تساهم في التذكير بقيم دول جنوب البحر الابيض المتوسط وعاداتها في الانفتاح والضيافة وطيب العيش والسلام. كما انه يتيح الفرصة لرياضيات شابات من تلك الدول لخوض منافسة من نوع جديد. وبحكم انه سباق يجري عكس رياح شرق المتوسط، يواجه «طريق اليسا» في دورته الاولى تحديات اخرى تتمثل في التحرر من الحسابات الطائفية والتعقيدات السياسية التي تحكم المنطقة، وتقديم صورة لشعوب قادرة على المنافسة النزيهة والانطلاق والتمتع واحترام قدرات النساء.