اليونسكو: كاتدرائية كولون ستشطب من «الإرث العالمي» بسبب أبنية ستحجبها

TT

اتخذت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة قرارا ثقيلا على نفوس سكان وحكومة مدينة كولون الألمانية المشهورة بمدينة الكاتدرائية «الدوم»، إذ وضعت المنظمة المسؤولة عن حماية «الإرث الثقافي للأرض»، الكاتدرائية في القائمة «الحمراء» التي تشمل الآثار التي قد ترفع عنها الحماية الدولية باعتبارها إرثا ثقافيا لكل البشر.

ويعود سبب امتعاض منظمة اليونسكو من حكومة مدينة كولون إلى مجمع من الأبنية الضخمة يجري بناؤه على الجهة اليمنى من الراين وتهدد أبراجه بحجب منظر الكاتدرائية عن أعين السياح وعن سكان الفنادق الضخمة التي تقع خلفه. وكانت حكومة المدينة قد منحت إجازة بناء المجمع بعد أن وجدت أن ابراجه لا تتجاوز ارتفاع برجي الكنيسة الشهيرين اللذين يشرئبان قرب ضفة الراين اليسرى إلى ارتفاع 157 مترا. ويجد خبراء اليونسكو أن بناء البرج الأول من المجمع، 103 أمتار، الذي ينتهي بناؤه منتصف عام 2005، كفيل بحجب منظر «الدوم» عن أعين السياح. وستزداد الحالة سوءا حينما ينتهي العمل في البرج الثاني من المجمع الذي يرتفع إلى 120 مترا.

المعروف أن حكومة مدينة كولون لم تسمح طوال الستين سنة الماضية (في أعقاب الحرب الكونية الثانية) ببناء مبنى آخر يزيد ارتفاعه عن ارتفاع الدوم. وكان برج منطقة «ميديا بارك» آخر وأعلى برج بني في المدينة، ولكن من ناحية الغابات ولا يحجب النظر، في التسعينات بارتفاع قدره 148 مترا.

وترى حكومة المدينة أن المبنى الجديد لا يحجب رؤية «الدوم» إلا من زاوية واحدة ولا يؤثر على مشهد الكاتدرائية الفخم عبر نهر الراين العريض. كما يرى عمدة المدينة هيربرت شراما أن الدوم لا يمكن له أن يقف على الدوام في تطور المدينة، وخصوصا نحو الأعلى. ويخشى العمدة بالطبع أن تتكلف المدينة الخسائر التي ستلحق بشركة البناء جراء وقف البناء أو تحديد ارتفاع أبراجه. فالمطروح الآن، كحل قد يرضي اليونسكو، هو وقف بناء البرج الأول من المبنى الجديد عند 80 مترا، وتقليص البرج الثاني إلى 100 متر.

وتعتبر كاتدرائية كولون أعلى دار للعبادة المسيحية في العالم، شيدت على أسس فن البناء القوطي عام 1245. وقررت منظمة اليونسكو ضم «الدوم» إلى قائمة الآثار البشرية المحمية من قبلها عام 1996، اي ابان احتفال المدينة بمرور 750 سنة على ميلاد الكاتدرائية. وهذا يعني أن اليونسكو هي المسؤول الأول عن هذا الأثر التاريخي وتتحمل جزءا كبيرا من كلفة إدامته وتجديده التي تبلغ نحو 750 ألف يورو سنويا.