احتفالية بأفلام الجنوب في مهرجان أصيلة السينمائي

TT

ما اهمية ان يلتقي سينمائيون من دول الجنوب وان يعرضوا اعمالهم في مناسبة سنوية خاصة بهم؟ هذا هو السؤال الذي دارت حوله الندوة التي جمعت المشاركين في ملتقى اصيلة الاول لسينما جنوب ـ جنوب الذي اختتم امس. ولفت رئيس المهرجان محمد بن عيسى، الذي يتولى حقيبة الخارجية ايضا، ان المغرب يولي اهتماما كبيرا في سياسته بالعلاقات مع دول الجنوب، وان التعاون بين هذه الدول هو السبيل الذي يجعل منها، في المستقبل، شريكة لدول الشمال، وليس معتمدة عليها فحسب.

وتساءل بن عيسى: «لماذا نتجه شمالا كلما طلبنا مصادر الابداع؟ ولم لا نقيم جسرا بين مبدعي الجنوب ونتعلم كيف ننظر الى انفسنا ونعبر عنها، وان نستفيد من التطور التقني الذي يسّر صناعة الافلام الى حد كبير؟». ودعا رئيس المهرجان الى تقديم سينما محلية خالية مما وصفه بـ«اللكنة»، قائلا، ان للعين احيانا لكنة تشبه لكنة اللسان عندما يتحدث لغة اجنبية.

من جهته، نصح رئيس لجنة التحكيم، السينمائي السويسري موريتز دوهادلن، القائمين على ملتقى اصيلة بعدم الانشغال في توسيعه، بل العمل على تعميقه، ثم تعاقب على الكلام اعضاء لجنة التحكيم وعدد من المخرجين الذين شاركوا بأفلامهم في الملتقى. وأبدت المخرجة الكازاخستانية غوكا عمروفا سعادتها لانها وجدت اهالي اصيلة يتعرفون عليها في شوارع البلدة بعد ان شاهدوها في التلفزيون المغربي الذي غطى وقائع الملتقى. كما عبرت المخرجة اليمنية خديجة السلامي عن دهشتها باكتشاف تجربة اصيلة التي لم تكن تعرف الكثير عنها من قبل.

وقالت المخرجة الايرانية مانيجة حكمت، انها تدعو زملاءها في دول الجنوب الى تأسيس صناعة سينما مستقلة عن الاشراف الرسمي للدول. وتحدثت المنتجة المصرية ماريان خوري عن اعجابها بأصيلة التي زارتها من قبل سائحة، ثم مشاركة في ندوة عن السينما التي تصنعها النساء، وها هي تأتي اليها ثالثة لتقديم فيلمين من انتاجها. ودعت المخرجة السورية واحة الراهب الى دعم السينمائيين العرب لتحقيق افلام تعبر عن واقعهم وتوثيق التعارف والتعاون في ما بينهم. وكشفت المخرجة المصرية ايناس الدغيدي عن حبها لاصيلة، مؤكدة انها صارت تعتبرها موعدا سنويا لا تتخلف عنه.

وتجدر الاشارة الى ان الحضور النسائي في الملتقى كان قويا، تنظيما ومشاركة وموضوعات على الشاشة.

ودعا المخرج المغربي محمد عسلي، صاحب فيلم «الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء» الى ضرورة الاهتمام بتدريب الشباب المغاربة على كافة فروع الفن السابع، مبديا تفاؤله بفضاء الحوار الذي ابتدعته هذه البلدة الشمالية الصغيرة. وجاء رد بن عيسى، ان الاحلام تحتاج الى الصبر لكي تتحقق، واذا تكاثرت فانها قد تتحول الى كوابيس.

وشاهد جمهور البلدة، طوال الاسبوع الماضي، افلاما مميزة من كازاخستان وايران والصين ولبنان وسورية ومصر والهند وجورجيا والامارات واليمن والبحرين. وفي سياق مختلف عرضت ايناس الدغيدي الثلث الاول من فيلمها الجديد «الباحثات عن الحرية»، لعدم انتهاء النسخة الكاملة من الفيلم بعد. ودل الجزء الذي شاهدناه على ان الدغيدي تواصل ما اشتهرت به من سينما الاستفزاز الاجتماعي والخوض في الممنوع.