النمو الاقتصادي يساوي ضرب الزوجات في الصين

TT

بكين ـ رويترز: تتعرض مئات الملايين من النساء الصينيات للمعاملة السيئة بشكل منتظم على يد أزواجهن أو شركائه، والسبب هو سرعة تغير المجتمع بسبب النمو الاقتصادي المتزايد.

وسجلت حديثا معدلات مفزعة لضرب الزوجات وانتحار الاناث في قرى الصين النائية شديدة الفقر.

ووفقا لدراسة مسحية حديثة أجرتها الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تتعرض ثلث النساء في 270 مليون أسرة في شتى أنحاء البلاد للعنف المنزلي.

غير أن الخبراء يقولون ان الشابات المتحررات يتزايد سقوطهن ضحايا للعنف المنزلي حيث يتحملن تبعات انقلاب اجتماعي غير مسبوق يجتاح البلاد شجعه نمو اقتصادي يتجاوز نسبة التسعة في المائة سنويا.

ويقول باحثون ان الدراسات المسحية كثيرا ما تقلل من حجم المشكلة بسبب عدم رغبة نساء كثيرات في «فقد احترام الآخرين» بالاعتراف حتى ولو كان دون الكشف عن اسمائهن. ففي المجتمع الصيني التقليدي يفضل عدم الكشف عن العنف الأسري علنا.

وفي تغير غريب تقول كثيرات من النساء ان وضعهن في المجتمع تقوض منذ ان نحت الاصلاحات الاقتصادية، التي أطلق لها العنان قبل 20 عاما، جانبا اخر الآثار الباقية للنسيج العائلي التقليدي.

وتصدر ضرب الزوجات عناوين الصحف عام 1999 حين أفادت أنباء بأن ثلاث نساء في شمال شرقي الصين قتلن على يد أزواجهن، مما أدى الى كثير من مراجعة الضمير. فقد طعنت امرأة وضربت أخرى وأضرمت النيران في ثالثة.

وقالت وانغ سيمي المسؤولة في اتحاد كل النساء في الصين، ان مستوى العنف في قضايا الهجوم المنزلي ارتفع. وايا كان الرقم الحقيقي، يتفق الخبراء على أن العنف المنزلي أصبح اكثر شيوعا حيث تتجه الصين نحو اقتصاد السوق الذي يتسبب في فقد الملايين لوظائفهم.

وقال رين يوان الأستاذ في جامعة شنغهاي فودان الذي يدرس قضايا المرأة «الناس يشعرون بمزيد من الضغط. كلنا نشعر بهذا. الصين تتغير بسرعة شديدة للغاية أسرع من تغير خدمات المساعدة الاجتماعية والقانون».

ويقول الخبراء ان المشكلة تفاقمت نتيجة تراجع في الحقوق وفرص العمل حتى بالنسبة للنساء الموهوبات. ويضيفون إن من يسعين للحصول على وظائف أصبحن سلعا حيث يصل الأمر ببعض الشابات الى اجراء عمليات لتجميل الأنف والعينين لجذب انتباه أصحاب الأعمال المحتملين.