النساء السعيدات يلدن ذكورا والشقيات يخلفن إناثا

TT

ذكرت دراسة علمية إن النساء المتفائلات اللائي يعشن حياة سعيدة وهنية هن أقرب من غيرهن في ولادة مواليد ذكور، أما اللائي يمضين وقتهن جريا وراء حل أزمات المعيشة اليومية ويكدحن أكثر فإنهن أميل الى ولادة الاناث. وقالت الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة سارة جونز من جامعة كنت في بريطانيا، ونشرت في مجلة «رويال سوسايتي جورنال بايولوجي ليترز»، إن هذه الظاهرة اللافتة موجودة منذ آلاف السنين، مشيرة الى أنه ثبت تكاثر ولادة الاناث في أزمنة الشدة، لكن في الفترات التي لاح فيها المستقبل مشرقا وواعدا لوحظ تكاثر كبير في المواليد الذكور.

وقالت الدكتورة جونز إنه يبدو أن الجسم يكون في حالة استعداد فسيولوجي متأثرا بالطابع الذي تكون عليه الفترة المعينة. ولعل ما توصلت اليه الباحثة يفسر ما يحدث من زيادة في عدد المواليد الذكور عقب الحروب الطاحنة إذ يعلو الأمل في مستقبل أجمل بعد أن تنتشر روح السلام والطمأنينة وتقل متاعب النساء النفسية والجسدية بشكل كبير.

وعلى صعيد آخر، قال باحثون أجروا مسحا وطنيا على امتداد المملكة المتحدة إن ثلث النساء العاملات في البلاد يصلن إلى أماكن أعمالهن وهن يعانين من الضغط النفسي بسبب ما يقمن به منذ أن يتركن أسرة النوم وحتى يصلن إلى مواقع أعمالهن، فيما لا تعاني الأغلبية من الرجال وهم يبدأون دوامهم بذهن صاف لم تكدره واجبات الفترة الصباحية في البيوت، كما ذكرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أمس.

ويقول الأخصائي في علم النفس اريك سيغمان «إن الدخول في تفاصيل الصباح المضنية التي غالبا ما تقوم بها النساء تفقدهن التوازن المطلوب لبداية هادئة في العمل». ويضيف معلقا على نسبة الـ 30 في المائة من النساء اللائي تؤثر عليهن أشغال الصباح قبيل الخروج الى الشارع بأن «الوقت الوحيد الذي تكون فيه المرأة بعيدة عن الضغط النفسي في الصباح هو ذلك الوقت الذي تقضيه في الحمام بعيدة عن مطالبات العيال والزوج». وحسب الأخصائي سيغمان فإن أغلب النساء يؤدين 16 نوعا من الواجبات تجاه أسرهن وأنفسهن بمعدل واجب كل 5 دقائق، يقابله 11 واجبا يؤديها الرجال أغلبها لأنفسهم. ويعرب سيغمان عن اعتقاده بأن النساء لا يقمن بأداء هذه الواجبات لأنهن «ماهرات في تنفيذها» بل لأنهن منكرات لذواتهن ويملن إلى خدمة الآخرين أكثر من الرجال الذين وسمهم سيغمان بالأنانية والاتكالية، فبينما تكون المرأة في المطبخ تعد الافطار والشاي للأسرة ثم تتحول لنظافة الصغار واختيار ملابسهم أو كيها فإن الرجل يكون في صالة البيت يقرأ الصحف أو يشاهد التلفزيون أو لا يفعل شيئا بعينه. وبعض النساء يقمن بتنظيف وتسوية ما تركه شريكهن من فوضى قبل أن يغادرن الى اعمالهن. ويخلص سيغمان إلى أن نتائج بحثه النفسي تثبت الاختلاف البين في عمل دماغي المرأة والرجل حيث أنهما مصممان ليعملا بصورة غير متشابهة. ويقول سيغمان إن الرجال مصممون بايولوجيا ليصيروا أنانيين، لذا فإن هذا الوضع يجعلهم بمنأى عن كثير من التعقيدات التي تنشأ من ضغط واجبات الصباح هذه فلا يصابون بالضغط النفسي، وإنهم يتميزون لهذه الأسباب بنظام عصبي غير معقد وبعيد عن الانفعالات العاطفية.