قرطبة تحتفل بمرور ثمانية قرون على وفاة الفيلسوف ابن ميمون

TT

عقد اخيرا في مدينة قرطبة جنوب اسبانيا، مؤتمر خاص لاحياء ذكرى الفيلسوف والطبيب ابن ميمون بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاته. وقد ركز المشاركون في المؤتمر على ان بروز ابن ميمون اليهودي الاصل وشهرته دليل على مدى تسامح المجتمع العربي والاسلامي آنذاك. وابن ميمون فيلسوف يهودي ولد في قرطبة عام 1135م ثم هجر الاندلس واقام في القاهرة، وكان طبيب صلاح الدين الايوبي. توفي في مصر عام 1204م وقد استطاع بجهده وعلمه ان ينال ثقة المسلمين من مختلف الطبقات.

وقالت الدكتورة لولا فيري الاستاذة في جامعة غرناطة «ابن ميمون كان يقدِّر ويحترم كل الاشخاص على مختلف انتماءاتهم الدينية والثقافية، ولهذا يمكننا ان نتخذه مثالا ورمزا للتعايش في عالمنا المرتبك الذي نعيشه اليوم، عالم القرن الواحد والعشرين». واضافت لولا فيري «حياة وعلم ابن ميمون يمكن ان يكونا املا لنا في حل مشاكل اليوم».

وركز الدكتور خوان بيدرو مونفيرير الاستاذ في جامعة قرطبة على قدرة ابن ميمون، المشبع بالثقافة اليهودية، في ان يخاطب مجتمعا اسلاميا، وكيف ان هذا المجتمع الاسلامي تفهمه وتقبل خطابه. وهذا ما يدعونا الى التأمل في مدى النظرة الانسانية الواسعة والمتسامحة التي كان يتمتع بها كل من ابن ميمون والمجتمع.

وذكر الدكتور سانتياغو غارثيا خالون الاستاذ في جامعة بونتيفيثيا في سالامانكا (سلمنقه) ان ابن ميمون لم يكن محترما فقط لكونه عالما وانما لشخصه ايضا، فنال احترام واعجاب المسلمين والمسيحيين شخصا وعالما. وهذا بحد ذاته يمكن اعتباره تحديا لعالمنا الحاضر.