الأميرة البوروندية إستر كاماتاري من عالم الأزياء في فرنسا إلى معركة رئاسة بلادها

TT

باريس ـ ا.ف.ب: بدأت الأميرة البوروندية استر كاماتاري المناضلة النقابية وعارضة الازياء السابقة البالغة من العمر 52 عاما، خوض غمار العمل السياسي بإعلانها ترشيح نفسها في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في بوروندي في ابريل (نيسان) 2005.

وفي باريس تعرض الاميرة التي ترتدي الملابس البيضاء «لون الحكمة» مشروعها الطموح لاخراج بلدها من حرب اهلية تدور رحاها منذ 11 عاما بين الجيش الذي تهيمن عليه أقلية التوتسي وبين مجموعات الهوتو المتمردة. ومع حزبها الجديد «اباهوزا» (التجمع) الذي اعترفت به وزارة الداخلية البوروندية رسميا في 20 سبتمبر (ايلول) الماضي، تريد استر «مصالحة البورونديين مع أنفسهم» بانتخاب أميرة تعيد اليهم الملكية التي تعتبر على حد قولها الضامن الاسمى من العرقيات، للعدالة المفقودة. وتقول «عشنا معا 500 سنة من دون ان يحمل احد الفأس ليقتل جاره لانه كانت هناك ادارة للسلطة وتوازن اجتماعي واقتصادي يقوم على التقاليد بين الرعاة والمزارعين وبين مجتمع الغابة ومجتمع البحيرات».

ونددت الاميرة الغانوية (عشيرة ملكية) بـ«التفرقة العرقية التي فرضها المستعمرون» الذين قسموا سكان بوروندي الى مجموعتين كبيرتين الهوتو (85%) والتوتسي (14%)، مؤكدة انها من قبيلة «ليس عليها ضريبة دم» ومن ثم فإنها الوحيدة القادرة على طرح «طريق ثالث» سياسي. واكدت انه «في بلد لا يزال الناس فيه مدججين بالسلاح، والأطفال خارج المدارس والجهاز الصحي متهرئ فإن البؤس الاجتماعي هو الذي يجب محاربته». مكررة ان «معدل العمر في بوروندي هو 24 ساعة قابلة للتجديد».

الا ان ابنة اخ آخر ملوك بوروندي هذه ادارت ظهرها طويلا لهذا البلد الذي تقول ان «عملية ابادة بدم بارد» اوقعت فيه «اكثر من 300 الف قتيل في خلال عقد واحد». فقد غادرت الاميرة استر التي افزعتها اعمال العنف التي تخللت سنوات ما بعد الاستقلال (1962) واغتيال والدها (1964) في مؤامرة داخلية، البلاد فور انتهاء دراستها في الكلية الوطنية للادارة في بوجمبورا. ووصلت استر الى باريس في 1970 حيث انطلقت في عالم الازياء لتصبح اول عارضة سوداء تعمل في فرنسا. واختالت في تصاميم اكبر دور الازياء مثل باكو رابان وكريستيان ديور ولانفان.

وباتت تقدم نفسها منذ ذلك الحين على انها «اميرة الروغو» (المسكن التقليدي) واخذت تجوب مخيمات النازحين. وفي عام 1995 اطلقت حملة «طفل في كل روغو»، التي اتاحت لخمسمائة طفل يتيم من الهوتو والتوتسي ايجاد اسرة بالتبني وايصال الاطنان من السلع الغذائية والمعدات الدراسية الى مخيمات النازحين.