بدأت المدارس الثانوية الرسمية في فرنسا، اعتبارا من هذا الاسبوع، بتطبيق اجراءات الفصل من الدراسة بحق الطالبات اللواتي رفضن التخلي عن حجابهن. واتخذ المجلس الاستشاري لثانوية جان ماسيه في مدينة مولوز، شرق البلاد، قرارا بفصل الطالبتين دينا وخلود بعد فشل المفاوضات التي جرت معهما لاستبدال الحجاب بربطة الرأس (الباندانا). ومن المنتظر صدور قرارات جديدة بالفصل، طيلة هذا الاسبوع في حق 72 طالبة مسلمة تمسكن بتغطية رؤوسهن وفقا لالتزامهن الديني. وقانون حظر العلامات الدينية في مدارس الدولة، الذي اقره البرلمان الفرنسي في الربيع الماضي ودخل مجال التطبيق اعتبارا من السنة الدراسية الحالية، كشف عن مفاجآت غير متوقعة. فقد جرى انذار راهب يتردد على احدى الثانويات لانه يرتدي الزي الكهنوتي الاسود الطويل، كما اقصي ثلاثة طلاب سيخ من صفوف الدراسة لانهم رفضوا خلع العمامة التي يتمسك بها ابناء هذه الطائفة الهندية.
ولم توافق ادارة المدرسة التي ينتمي اليها الطلاب الثلاثة، على حل وسط يقضي بارتداء قماش يغطي الشعر، بدل العمامة التقليدية، الامر الذي دفع اولياء الامور الى التقدم بشكوى ضد الادارة امام المحكمة الادارية في بلدة سيرجي. ومن المنتظر ان تصدر المحكمة قرارا قبل نهاية هذا الاسبوع.
وفيما يخص الطالبتين المفصولتين، فان امامهما مهلة اسبوع لتقديم اعتراض امام السلطات التربوية، وفي حالة تأييد هذه السلطات لقرار مجلس المدرسة، يبقى امام خلود ودينا باب اخير هو المحكمة الادارية. لكن من غير المتوقع ان تخالف المحكمة نصا قانونيا جرى اقراره بعد اشهر من الدراسة والجدل والاستنفار الاعلامي. وفي حين ارتأت الهيئة التدريسية في ثانوية جان ماسيه ان طرد الطالبتين المحجبتين تم بعد استنفاد جميع الحلول، وانه يحمي الطابع العلماني للمؤسسة التعليمية الرسمية، فان وليي امر الطالبتين المفصولتين اعتبرا القرار مجحفا لانه يحرم طالبتين متفوقتين من مواصلة درب العلم. وعرض والد خلود امام الصحافيين علامات ابنته الدراسية التي تشير الى انها نجحت في العام الماضي بمعدل عال جدا.