أوغاريت مهد الكتابة الأبجدية في معرض بمتحف ليون بفرنسا

TT

يتاح لجمهور فرنسي متعطش للاطلاع على الحضارات القديمة، ان يشاهد آثارا من شواهد مملكة اوغاريت، مهد الكتابة الأبجدية. ويستضيف هذه الآثار متحف الفنون الجميلة في مدينة ليون، اعتبارا من اليوم وحتى أواسط يناير (كانون الثاني) المقبل. يقدم المعرض فكرة شاملة لما كانت عليه الحياة في تلك المملكة الواقعة الى الشمال الغربي من سورية، وعرفت ازدهارها في القرن الثاني قبل الميلاد. وتقدم المعروضات نماذج من الحرف والمهارات اليدوية التي مارسها اهل اوغاريت في المنازل والمعابد والأسواق التجارية.

وبدأ الاثاريون الفرنسيون تنقيباتهم في موقع اوغاريت عام 1929، اثناء فترة الانتداب الفرنسي. وعثروا على ألواح تحمل كتابات باللغة الأكدية التي كانت تستعمل في المكاتبات التجارية والرسمية. كما ظهرت الواح تحمل لغة رمزية، اطلق عليها اسم اللغة الأوغاريتية. وقد جرى فك تلك الرموز التي اعتبرها الخبراء اول شكل من اشكال الكتابة الأبجدية المؤلفة من حروف تعدادها 29 حرفا، وذلك خلافا للغات قديمة اخرى استخدمت الرموز التصويرية والصوتية. وعرفت اوغاريت عزها كبلدة قريبة من الساحل الغربي للبحر المتوسط، وكانت ميناء يستقبل السفن التجارية من الجزر القريبة. وقد وقع ملوك اوغاريت معاهدة سلام مع الحثيين، وأقاموا علاقات تجارية مع مصر الفرعونية.

وتوالت الاكتشافات في اوغاريت طوال القرن الماضي، ودلت اللقي الآثارية على نشاط كتابي ولغوي مدهش. وكانت الألواح المحفورة تتضمن تمارين كتابية، ونصوصا يمكن اعتبارها اغنيات ونوطات موسيقية، بالاضافة الى طقوس لتقديم القرابين، وأخرى للسحر. وهناك اناءان ذهبيان حفرت عليهما نقوش لرحلات صيد، يعرضان لأول مرة في متحف فرنسي.