أرملة الرئيس الفرنسي ميتران تبيع أثاث منزلها بالمزاد لتسديد كفالة ابنها

TT

في الذكرى الثامنة والثمانين لولادته التي حلت منذ يومين، عاد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران ليحتل واجهة الاحداث الداخلية بفضل انتاج فيلم سينمائي عنه، وبيع اثاث بيته في المزاد العلني، واستخدام صورة له مع المستشار الالماني السابق هلموت كول في اعلان عن قناة تلفزيونية جديدة لمثليي الجنس.

فقد بيعت في صالة للمزاد في باريس مساء اول من امس، مجموعة من اثاث ومقتنيات الرئيس الفرنسي السابق، كانت موجودة في بيته الباريسي الواقع في الحي اللاتيني، وفي بيته الريفي في بلدة «لاشيه». ولجأت دانييل ميتران، ارملة الرئيس، الى عرض هذا الاثاث في المزاد العلني لتجمع مبلغا تسدد به الكفالة المطلوبة لولدها البكر جان كريستوف، المتورط في قضايا مالية امام المحاكم.

وبيعت في المزاد كراس تعود الى تصاميم حقبة السبعينات وتحمل تواقيع مصممين اسكندنافيين، اعتاد الرئيس الراحل ان يسترخي عليها في ساعات راحته، وكذلك طاولة كان الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف قد جلس اليها في احدى زياراته للرئيس الفرنسي. واقتنت اسرة ميتران قطع الاثاث تلك اوائل السبعينات، ولم تتخل عنها بعد صعوده الى كرسي الرئاسة، رغم ان ذائقة الثمانينات لم تعد تستسيغها.

وفي حين حظي المزاد بتغطية اعلامية واسعة، رأى فيه خصوم اليسار حركة استعراضية من ارملة الرئيس للاعراب عن سخطها على المكائد السياسية التي تحرك الدعاوى القضائية ضد ابنها، للانتقام من ذكرى ابيه. وسبق لدانييل ميتران ان جمعت مبلغ خمسة ملايين فرنك (800 الف يورو) من كبار انصار زوجها الراحل، لتسديد كفالة كان لا بد منها لاطلاق سراح ابنها الذي جرى توقيفه في عطلة عيد الميلاد عام 2000، في اطار التحقيق بقضية استخدام نفوذ.

مزاد اول من امس حقق حصيلة فاقت التوقع، بلغت 80 الف يورو، وهو مبلغ لن يسد الغرامات الجديدة المترتبة على ذمة ابن الرئيس.

ومن جهة اخرى وفي استعارة ذكية لا تخلو من خبث، استخدم المعلنون عن قناة «بينك» الفرنسية التي بدأت بثها هذا الاسبوع، صورة شهيرة للزعيمين الالماني والفرنسي وهما يمسكان يدا بيد في وضع يعكس اعلى مراتب الانسجام. وظهرت في اعلى الاعلان عبارة: «الحياة المشتركة ليست جنسا فحسب». وجرى التقاط هذه الصورة قبل عشرين عاما، اثناء حضور ميتران وكول مراسم احياء ذكرى الحرب العالمية الاولى وزيارتهما لمقبرة في بلدة فردان الفرنسية تضم رفات الجنود الذين سقطوا في تلك الحرب. وجاءت بادرة التماسك باليدين دليلا على طي صفحة الحروب بين البلدين.

وفي حين رأى بعض انصار الرئيس السابق ان عظامه «ستطقطق» في قبره بسبب استخدام الصورة في الاعلان، فان صديق ميتران ووزير ثقافته جاك لانغ قال انه «يفضل ان يرى مجتمعا متماسك الايدي على مجتمع يبني جدرانا عازلة».