ظهر وحش بطول ستة امتار أمس في ساحة الشهداء وسط بيروت. و«المخلوق» المصنوع بالكامل من نفايات تم جمعها من مكبات العاصمة، اكتمل في اليوم الرابع من نشاط نفذته جمعية «غرينبيس المتوسط» الى جانب فنانين لبنانيين لتسليط الضوء على الحل الوحيد الذي تقترحه لأزمة النفايات الصلبة في لبنان، وهو قانون يستند الى مفهوم «صفر نفايات».
شارك في بناء الوحش ثلاثة فنانين و15 ناشطاً من «غرينبيس»، عملوا قرابة 12 ساعة يومياً بالرغم من سوء الأحوال الجوية. وتوالى الناشطون على تنسيق العمل على الارض ورحبوا بالزائرين، عارضين مفهوم «صفر نفايات»، والهدف من هذا العمل، اضافة الى مراسلي وسائل الاعلام وممثلي الجمعيات الاهلية. وقال مسؤول الحملات في «غرينبيس المتوسط» وائل حميدان: «وحش النفايات هذا انتفض لأنه مهدد. وخوفه الاكبر من ان يتحول مشروع القانون الذي تضعه وزارة البيئة حالياً الى قانون يتبنى مبادئ «صفر نفايات» التي ستؤدي الى اختفائه، مما يؤدي الى انقاذ لبنان نهائياً من نكبة نفاياته، والأمر يتطلب تخطيطاً على المدى الطويل و«صفر نفايات» يقدم حلاً نهائياً للازمة التي طالت اكثر مما ينبغي في البلاد».
وتعمل غرينبيس في لبنان على نشر مفهوم جديد لادارة النفايات يلائم الدول النامية عنوانه « صفر نفايات». وهو الحل الذي تقترحه لازمة النفايات في لبنان وقد بدأ تطبيقه في كافة انحاء العالم ويستند الى فكرة اعتبار النفايات مورداً ينبغي الافادة منه، عوضاً عن كونها مشكلة يجب التخلص منها. واوضح حميدان «ان صفر النفايات لا تفسح المجال امام الحرق فهذه التقنية الاخيرة ناهيك من كونها كارثة بيئية، تحتاج الى تزويدها باستمرار بالنفايات وهي بالتالي تشجع انتاجها عوضاً عن تقليصها». واضاف: «تعود استراتيجية «صفر نفايات» بفائدة مهمة وهي اكثر الخيارات احتراماً للبيئة واقلها تكلفة وتنشئ اكبر عدد من الوظائف وتقلص الاستيراد وتحافظ على الموارد الطبيعية». وطالبت «غرينبيس المتوسط» وزارة البيئة التي تضع حالياً مسودة القانون الاول لادارة النفايات الصلبة في لبنان، بان تعتمد فيه على مبادئ «صفر نفايات»، عندئذ تعمل على تحديد الاهداف الطويلة الامد، على سبيل المثال التوصل الى «صفر نفايات» بعد 25 عاما، ووضع الخطة بهذا الاتجاه بالاشتراك مع هيئات المجتمع المدني وصناعات اعادة التدوير.