سيتحدث نصف سكان الكرة الأرضية اللغة الإنجليزية او يتعلمونها مع حلول عام 2015 ، كما طُرح في مؤتمر عالمي عن العولمة في العاصمة الأوسكتلندية ادنبره. ويتوقع الباحثون ان يبدأ مليارا نسمة بتعلم اللغة الإنجليزية خلال عقد من الزمن، ويتحدث هذه اللغة خلال الفترة نفسها ثلاثة مليارات آخرون، كما ذكر المجلس البريطاني المسؤول عن ترويج اللغة والثقافة الإنجليزيتين في انحاء العالم.
اما اللغات الأخرى، مثل الفرنسية والألمانية، فيخشى انها ستصبح ضحية لهذه «العولمة اللغوية». لكن هذا الاكتساح اللغوي الإنجليزي سينحسر مع حلول عام 2050 وتصبح صناعة تدريس الإنجليزية ضحية نجاحها، كما قال الباحث ديفيد غرادول مؤلف تقرير «مستقبل اللغة الإنجليزية» الذي طرح اول من امس على مؤتمر «الذهاب نحو العولمة» عن التعليم في العالم، والذي ينظمه في أدنبره المجلس البريطاني (بريتش كانسل) ونقلته وسائل اعلام بريطانية امس.
وبنى الدكتور غرادول، وهو استاذ في الجامعة المفتوحة في بريطانيا لأكثر من 25 عاما، تقريره على دراسة نماذج كومبيوترية وإحصاءات مختلفة من منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة حول التوقعات في حقل التعليم والسكان وسياسات التعليم الحكومي واحصاءات الطلاب ونوعية دراساتهم، كما ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية امس.
واستنادا الى ما توصل اليه توقع الدكتور غرادول بأن العالم سيواجه مدا عارما من اللغة الانجليزية. وقال «ان دولا كثيرة، خاصة تلك التي حصلت على استقلالها قريبا نسبيا، تتبنى تعليم اللغة الانجليزية لأسباب منفعية».
واضاف غرادول «اللغة المحلية لبلدان مستقلة حديثا نسبيا مثل ماليزيا وسري لانكا مرتبطة تماما باستقلالها، ومثل هذه اللغات محمية جيدا، لكن سيطرة اللغة الانجليزية على عالم الأعمال. وحتى تتمكن مثل هذه البلدان من المنافسة في سوق العمل، فانها فرضت اللغة الانجليزية بشكل قوي (في نظامها التعليمي) بدءا من دور الحضانة». ويقول الباحث ان المثل الواضح على هذا ان مواد دراسية اخرى، بالاضافة الى اللغة الانجليزية، مثل الرياضيات والعلوم تدرس في ماليزيا بالانجليزية.
لكن موجة التعليم بالانجليزية ستنحسر تدريجيا بسبب الاشباع في السوق. بمعنى آخر ان مدارس وكليات واكاديميات كثيرة ستدرس الانجليزية او موادها بالإنجليزية مما يزيد الناطقين بها الى درجة الفيضان عن الحاجة. وتوقع الباحث ان الموجة ستنحسر بحلول عام 2050. «آنذاك سينخفض عدد تلاميذ اللغة الانجليزية في العالم من مليارين الى 500 مليون تلميذ».
واضاف غرادول «بشكل متزايد، ومع سيطرة اللغة الإنجليزية على الكرة الأرضية، فان اعدادا متزايدة من الناس يصبحون ثنائي اللغة او حتى متعددي اللغات. وان الطلب على مثل هذه القدرة سيكون عاليا جدا في عالم الأعمال».
وختم غرادول تقريره، موضحا انه بالرغم من ان الإنجليزية ستسود العالم إلا ان هناك لغات اخرى ستشهد نسبيا الانتشار في العقود المقبلة مثل الصينية والعربية والإسبانية.