تزلج على الجليد فوق برج إيفل

TT

يمكن لسكان العاصمة الفرنسية وزوارها ان يمارسوا هواية التزلج فوق برج ايفل في باريس، أي على ارتفاع 57 مترا من الأرض. واعتبارا من نهار امس وحتى الثالث والعشرين من الشهر المقبل، تحول الطابق الأول من البرج الى ميدان للتزلج على الجليد، وفرشت ارضيته بمئتي متر مربع من الثلج الذي جرى تجميده خصيصا لهذه المناسبة، وزرعت فيه مصابيح ملونة تتيح نظاما جديدا من الألعاب الضوئية المبتكرة لفترة احتفالات الميلاد ورأس السنة.

وحضر حفل الافتتاح كل من بطلي رياضة التزلج ستيفان برناديس وسارة ابيتبول، وقدما عرضا بالمناسبة، وبعد ذلك امتلأ الميدان بالمتزلجين الشبان المستفيدين من مجانية الدخول. ويتيح المكان فرصة نادرة تجمع بين وجود الثلج من جهة، والاطلال على باريس من شرفة مرتفعة تبدو معها أسطح البنايات وفوهات مدافئها مثل علب ملونة في لعبة اطفال.

وليست هذه المرة الأولى التي ينقل فيها الجليد الى برج ايفل، فقد اقيم فيه ميدان صغير عام 1969 لتقديم عروض في التزلج لدببة سيرك موسكو، بمناسبة حلوله بالعاصمة الفرنسية. كما كانت باريس، منذ عشر سنوات، من اوائل المدن التي تبنت فكرة اقامة ميادين للجليد الصناعي، أي المجمد في اماكن اخرى والمنقول اليها لفترة مؤقتة، لتوفير رياضة التزلج لمن يهواها. وفي الشتاء الماضي تم تحويل الساحة المقابلة لمبنى البلدية الى ميدان تغطيه الثلوج ويتزلج فوقه الأطفال.

وبهذه البدعة، تضيف باريس الى مرافقها الترفيهية صفة المنتجع الشتائي لهواة التزلج، وعددهم يفوق المليون ونصف المليون فرنسي، مثلما حاولت العاصمة ان تجمع المجد من أطرافه، بفضل حماسة عمدتها برتران ديلانويه الذي نجح في تحويل ضفاف نهر السين، صيفا، الى شواطئ رملية مزروعة بالنخيل ومفروشة بالكراسي المسطحة. واذا كانت باريس عاجزة عن الذهاب الى البحر او الجبل، فلا بأس من ان يأتي هذان اليها.