طباخ «الإليزيه» يتقاعد ويذهب إلى المطاعم

خدم 5 رؤساء وسكن شقة عشيقة ميتران وقدم الطعام لخمسة عشر ألف شخص

TT

بعد 40 عاما من الخدمة في القصر الرئاسي الفرنسي، تقاعد جويل نورمان كبير طهاة «الإليزيه» وتفرغ لأخذ زوجته للعشاء في المطاعم، ولتسجيل ذكرياته مع خمسة رؤساء تعاقبوا على القصر، يجمع بينهم ميلهم الى الأطعمة البحرية.

وبدأ نورمان عمله في مطبخ القصر عندما كان في الحادية والعشرين من العمر، في عهد الجنرال ديغول. وترقى في الخدمة حتى اصبح كبير طهاة «الإليزيه»، والمشرف على 21 طباخا يتحركون في مطبخ مساحته 600 متر مربع. وخدم نورمان تحت لواء خمسة رؤساء، وأشرف على تقديم الوجبات لأكثر من 15 ألف شخص، وتمتع في سنواته الأخيرة بالسكن في شقة تابعة للرئاسة تطل على نهر السين، كانت في ما مضى مخصصة لعشيقة الرئيس السابق فرانسوا ميتران، آن بانجو.

ويقول نورمان ان السيدة برناديت، قرينة الرئيس الحالي، هي الوحيدة التي أنذرته مسبقا بذوق الرئيس في الأغذية، وقالت له انه يفضل لحم الغنم والحلوى بالشوكولاتة. اما السيدة ايفون، قرينة الرئيس ديغول، فكانت تطهو بنفسها اطباقا تقليدية قديمة بالاستناد الى كتاب عتيق للطبخ من تأليف اسكوفييه. وكان الجنرال يكره الملح الزائد في الطعام، ويحرص على تقديم شوربة السمك لأولاده عندما يزورونه نهار الأحد في القصر.

ولما جاء الرئيس جورج بومبيدو الى «الإليزيه»، جاءت معه الأطباق الثقيلة التي تتطلب ساعات من الطهو على نار هادئة. ويذكر نورمان ان بومبيدو كان يحب ان يأخذ السكين ليقطع بنفسه شرائح فخذ الخروف المشوي لضيوفه. وبعده كان الرئيس فاليري جيسكار ديستان، يكره الأطعمة الثقيلة والصلصات الغنية، ولا يطيق شوربة العدس. وكان يتناول عشاءه بمفرده، في الغالب.

وبخلاف الرؤساء السابقين، فان فرانسوا ميتران هو الوحيد الذي لم تطأ قدماه عتبة المطبخ طيلة مكوثه في القصر الرئاسي. وقد جاء بخبيرة تغذية لكي تبرمج له اطباقه، ثم استعاون بطاه خاص من مطاعم «لونوتر»، الأمر الذي أزعج طباخي القصر. ولهذا، تنفس هؤلاء الصعداء مع انتخاب شيراك، خصوصا ان سمعة الرئيس الجديد سبقته وعرف القاصي والداني انه يعشق طبق رأس العجل المطبوخ على الطريقة الفرنسية.

ويقول نورمان ان للرئيس الحالي ولع بالطعام، وميل الى القواقع، لكن الفرنسية الأولى تراقب صحة زوجها ولياقته البدنية، لذلك تم ارسال اثنين من طباخي القصر الى دورات تدريبية لدى طهاة متخصصين في الأطعمة التي تجمع بين الحمية والمذاق الجيد.