«فاشن تي. في» تحجب ثيابها الداخلية عن مشاهديها في الشرق

... وتلفزيون فرنسا الدولي يستشير رقيبا عربيا قبل بث الأفلام الساخنة

TT

بعد تهديدات بالمنع تلقتها من جهات هندية، قررت قناة الأزياء الفضائية «فاشن تي. في» ان تعيد النظر في برامجها الموجهة الى الشرق، احتراماً لاختلاف الثقافات. وتبث القناة مشاهد مطولة من عروض الأزياء الجديدة التي تقام في باريس ولندن وميلانو، يتضمن بعضها ما خف وزنه وشف قماشه.

وأعلنت شركة «إم. سي. إم» التي تدير قناة الأزياء الفضائية انها بصدد تحوير برنامجها الموجه الى الشرق الأوسط والقارة الهندية، وخصوصاً عروض الثياب الداخلية، بحيث لا تستفز حياء العائلات التي تشاهد التلفزيون في ساعات المشاهدة المكثفة، اي بين السادسة مساء والعاشرة ليلاً.

اما القناة التلفزيونية الفرنسية الدولية «تي. في. خمسة»، فقد بدأت الاستعانة بمراقب للبرامج من اصل جزائري لاستبعاد كل ما من شأنه ان يتسبب في اشكالات مع البلاد الاسلامية. وكانت هذه القناة قد عوقبت، قبل سنوات، بمنع بثها في الشرق الأوسط بعد خطأ تقني أدى الى عرض مقاطع من فيلم إباحي الى المشاهدين العرب والخليجيين.

وأوضح مدير البرامج في القناة الفرنسية التي عادوت بثها على القمر الصناعي «عربسات» ان الهدف من توجيه البرامج الى بلدان العالم ليس اثارة الحساسيات المحلية. ولهذا، فان من الطبيعي مراعاة الاختلاف بين الثقافات والامتناع عن بث افلام تستفز الآخرين. واضاف ان الأمر ذاته يحصل داخل فرنسا نفسها، اذ تراعي محطات التلفزويون شروط الحشمة في بعض المناسبات الدينية مثل الجمعة الحزينة.

وعدا عن استبعاد الافلام الإباحية، تراعي القناة حساسية بعض الدول الآسيوية ازاء افلام المخدرات. ويؤكد المسؤول عن البرامج ان القضية ليست رقابية او سياسية، ولا علاقة لها بسلطات البلاد التي تلتقط البث الفضائي، وانما يكمن الأمر في احترام المشاهد والحرص على عدم احراجه وهو يشاهد البث مع افراد اسرته.

ولا تعمد القناة الفرنسية الدولية الى اسلوب قطع المشاهد الساخنة من الافلام، على طريقة الرقيب العربي، بل يجري الغاء الافلام الجريئة بالكامل. وقد تقرر أخيرا الغاء عرض ثلاثية المخرج البولوني كريستوف كيسلوفسكي (ازرق، ابيض، احمر) من البث الموجه الى الشرق الأوسط، لاحتوائها على مشاهد غير مناسبة. كما ارتأى المسؤولون على القناة من حجب مسلسل «محامون وشركاء» من البث نحو البلدان العربية.

وبهذا، اضطرت القناة الى تقليص الفترات المخصصة لبث الافلام اسبوعياً، من ثلاث الى اثنتين، فيما يخص العالم العربي. واعترف المسؤولون فيها ان كثيرا من الافلام الفرنسية التي تعرض دونما حرج في اوروبا، تتضمن مشاهد لا يتقبلها المزاج العربي والشرقي.

وأكدت القناة ان المواد الوحيدة التي لا يمكن ان تخضع للرقابة هي نشرات الأخبار.