مقتل 15 شخصا في تصادم قطارين بشمال بريطانيا

TT

جريت هيك (انجلترا) ـ رويترز: قتل 15 شخصا على الاقل واصيب 150 آخرين بجروح في بريطانيا عندما اصطدم قطار ركاب سريع بعربة على خط سكك حديدية ثم ارتطم بقطار بضائع يسير في الاتجاه المقابل. ووقع الحادث قرب قرية جريت هيك الصغيرة بالقرب من سيلبي في يوركشاير على بعد حوالي 250 كيلومترا شمال لندن. وقالت شركة ريل تراك التي تدير شبكة الخطوط الحديدية في بريطانيا ان عربة تجر مقطورة صغيرة حطمت سياج جسر للسيارات وانحرفت لتسقط على خط حديدي الساعة 20:06 بتوقيت جرينتش. ويخشى عمال الانقاذ ارتفاع عدد القتلى فيما يكافحون لانقاذ ركاب محاصرين بين الحطام بعد مرور أكثر من اربع ساعات على وقوع الحادث.

وقال بوب شوفيلد المتحدث باسم المستشفى «ثمة عربة في موقع الحادث محطمة بشدة ونخشى ان تكون هناك خسائر بشرية كبيرة داخلها... انها محطمة بشكل يجعل من الصعب على رجال الانقاذ دخولها».

ويمثل الحادث ضربة جديدة لشبكة السكك الحديدية في بريطانيا التي لم تزل تتكيف مع قيود على السرعة فرضت في انحاء البلاد في اعقاب حادث مميت في اكتوبر (تشرين الاول) العام الماضي قتل فيه اربعة اشخاص عندما خرج قطار سريع عن مساره في هاتفيلد شمال لندن مباشرة.

وقال مسؤولون ان جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني المسؤول عن النقل توجه الى موقع الحادث. وشاهد مراسلو وكالة رويترز في موقع الحادث حطام عربات ركاب ترقد على جانبها على الخطوط الحديدية وحقل مجاور. وقال متحدث باسم فرقة الاطفاء ان اصوات خبطات يمكن سماعها من داخل الحطام الملتوي.

ووصف شاهد العيان تشارلز واتكنسون موقع الحادث بانه «مرعب بكل معنى الكلمة». واخبر شبكة تلفزيون سكاي «لا أستطيع ان اتصور حالة القطار. هناك قطع مشوهة من الحديد في كل مكان». وتابع «الناس كانوا هادئين. لم يكن احد منهم يبكي او يصرخ». وقال متحدث باسم ريل تراك ان قطار ركاب سريعا كان متجها جنوبا من مدينة نيوكاسل الى كينجز كروس في لندن ارتطم بالسيارة بعد ثوان من سقوطها مما تسبب في خروجه عن القضبان فارتطم بالتالي بقطار بضائع كان يسير في الاتجاه المقابل.

وقال اندي سيلبي المتحدث باسم الشرطة «نحن نتوقع وفاة 15 شخصا في الوقت الحالي لكني متأكد ان هذا الرقم سيرتفع». وقال مسؤول اسعاف «نتحدث عن حوالي 150 مصابا نعتقد ان حالة 30 منهم خطرة». وتابع ان 16 سيارة اسعاف هرعت الى موقع الحادث اضافة الى طائرة هليكوبتر مخصصة لعمليات الاسعاف. واقيم مستشفى ميداني في مزرعة قريبة لمواجهة ارتفاع عدد الضحايا.

ومنذ اقل من 18 شهرا لقي 31 شخصا مصرعهم عندما تصادم قطاران بالقرب من محطة بادينجتون القريبة من لندن في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999.

ووصف شهود عيان رعبهم، فقال احدهم «كانت فوضى مطلقة». وقال شاهد عيان آخر اصيب بصدمة عند موقع الحادث «كان هناك عدد كبير من الناس يصرخون. كانوا خائفين من اشتعال حريق. القاطرة امتلأت بدخان السولار». واضاف «احمد الله انني كنت في مؤخرة القطار ولم اكن في المقدمة. انه (الحادث) سيدفع عددا كبيرا من الناس للاحجام عن السفر بالقطارات مرة اخرى».

ولم يكن واضحا مقدار السرعة التي كان يسير بها قطار الركاب لكنه كان قطارا سريعا تديره شركة جريت نورث ايسترن ريلواي.