دعت مديرة قصر الحمراء ماريا دي المار بيافرانكا، الى مناقشة شعبية قبل ان تتخذ قرارا بإعادة نصب الأسود الأصلية في قاعة السباع في قصر الحمراء بغرناطة.
وجاءت دعوة بيافرانكا بعد ان أكمل المختصون أخيرا تنظيف الأسد الرابع من الأسود الاثني عشر.
وقد صار الآن ابيض ناصعا، بعد ان كان مغبراً اسمر اللون. وكانت ادارة قصر الحمراء قد بدّلت قبل فترة الأسود الأصلية بأسود بديلة طبق الأصل، وذلك لاصلاح الأصلية وتنظيفها. وأعلنت المديرة المسؤولة عن القصر أن المختصين يحتاجون لثلاث سنوات كي يكملوا صيانة جميع الأسود. وقالت إنها سوف لن تتخذ قرارا بإعادة الأسود الأصلية الى مكانها إلا بعد ان تستمع الى جميع الآراء المؤيدة والمعارضة لاعادتها. ودعت الى مناقشة شعبية جادة حول الموضوع، إذ يرى المؤيدون لاعادة الأسود الأصلية الى مكانها، ان زائر الحمراء يريد ان يرى الحقيقة كما هي، ومنها الأسود الأصلية وليس نسخة طبق الأصل منها. ويذهب المعارضون الى ان المشاهد سوف يرى أسودا طبق الأصل تماما، ولا ضير في ذلك، وفي الوقت نفسه فإن الأسود الأصلية تحفظ في مكان أمين يجنبها التعرض للتآكل والصدأ عندما تكون حول البركة.
يشار الى ان قاعة الأسود التي بناها محمد الغني بالله، المتوفى عام 1391، هي أجمل قاعة في قصر الحمراء ومزينة بـ124 عمودا، وفي وسطها نافورة يحملها اثنا عشر اسدا من المرمر وحفرت حولها قصيدة الشاعر ابن زمرك التي تبدأ بـ:
تبارك من أعطى الإمام محمدا مغاني زانت بالجمال المغانيا وفيها يقول:
يذوب لجين سال بين جواهر غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا تشابه جار للعيون بجامد فلم ندر أيا منهما كان جاريا ألم تر أن الماء يجري بصفحها ولكنها مدت عليه المجاريا كمثل محب فاض بالدمع جفنه وغضض ذاك الدمع إذ خاف واشيا