رئيس مالاوي يهجر قصره ذا الـ300 غرفة خوفا من «الأشباح»

يسمع أصواتا لا تسمعها السيدة الأولى ويحس بزواحف تسير على جسمه

TT

أجبرت «الأشباح» رئيس دولة مالاوي، جنوب شرق القارة الإفريقية، البالغ من العمر 71 عاما على التخلي عن مقر إقامته الرئاسي الفاخر والمؤثث حديثا للإقامة في مكان يبعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة. وقالت وكالة أنباء عموم أفريقيا «بانا بريس»، في تقرير أول من أمس، إن أحد مساعدي الرئيس المالاوي بينجو وا موثاريكا، أكد أنه أرغم على التخلي مؤقتا عن المقر الرئاسي الجديد المثير للجدل والمكون من 300 غرفة في العاصمة ليلنجوي، خوفا من أن يكون مسكونا بالأشباح.

وقال القس مالاني متونجا مساعد الرئيس للشؤون المسيحية «نعم لقد طلب الرئيس من القساوسة طرد الأرواح الشريرة، ولكن يجب أن تعلموا أنه لن تفلح أية مكائد شيطانية ضد الرئيس، لأننا طلبنا مساعدة كنسية ضد أي مؤامرات شيطانية تستهدفه». وكان موثاريكا قد عاد لتوه إلى البلاد مقبلا من زيارة لمقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل ولوكسمبورغ استغرقت اسبوعا، حيث توجه مباشرة إلى المقر الرئاسي الجديد، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد قضى الليلة هناك بالفعل أم لا.

وكشف القس متونجا النقاب عن أنه تم تقديم الدعوة لقساوسة من الكنيسة الكاثوليكية في روما، التي ينتمي إليها الرئيس والكنيسة اللوثرية وكنيسة الصليب، لأداء صلوات خاصة لطرد الأشباح وتطهير المقر الرئاسي الجديد من الأشباح المزعومة.

ورفض متونجا الكشف عن تفاصيل السحر الذي تصيب به الأشباح الرئيس، إلا أن مصدرا آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن الرئيس يسمع في جوف الليل أصوات أقدام غريبة في جناحه الخاص لا يسمعها سواه، بمن في ذلك السيدة الأولى إيثيل والحرس الأمني. وأوضح أن «الرئيس يشعر أحيانا بزواحف تسير على جسمه كله، إلا أنه لا يرى شيئا عندما تضاء المصابيح»، مشيرا إلى أن الرئيس يسمع كذلك في مناسبات أخرى «صوتا غريبا يجعله مستيقظا طوال الليل»، مما يجعل الخبير الاقتصادي الذي تحول لناشط سياسي «يشعر بالإرهاق في الصباح». وكشف المساعد عن أنه تم التوصل لقرار يقضي بنوم الرئيس في المقر الرئاسي متونتاما في مدينة كاسونجو المنتجة للتبغ على بعد مائة كيلومتر من العاصمة ليلنجوي، وأن يؤدي مهامه الرسمية فقط في المقر الرئاسي الجديد الذي بلغت تكاليف إنشائه 100 مليون دولار أميركي.

وانتقل موثاريكا إلى المبنى الجديد المثير للجدل في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسط احتجاجات من مجموعات الحقوق المدنية وقادة المعارضة الذين ادعوا أن انتقاله للسكن الرسمي الباهظ التكاليف سيهزم تعهده بمحاربة الإفراط في النفقات.

وعمل الرئيس المالاوي الأسبق هاستينجس كاموزا باندا على تشييد المقر الرئاسي الجديد على مدى نحو 20 عاما، إلا أن الدكتاتور المسن لم يقم فيه سوى 90 يوما فقط. ورفض باكيلي مولوزي، الذي خلف باندا في الانتخابات البارزة عام 1994، ليكسر بذلك تقلد سلفه للسلطة على مدى 30 عاما متواصلة، الإقامة في المقر الرئاسي الجديد واصفا إياه «بالثراء الفاحش» وسط فقر طاحن.

وفشلت جهود بيع المقر الرئاسي لشخصيات دولية كبيرة ثرية، من بينها النجم العالمي الممثل عمر الشريف، مما دفع الحكومة المالاوية لتحويله إلى مقر للبرلمان.

وأقام كل من باندا ومولوزي في قصر سانجيكا على تلة في العاصمة التجارية بلانتير، إلا أن موثاريكا الرئيس الحالي احتل المقر الرئاسي الجديد بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت خلال شهر مايو (آيار) من العام الماضي.