خبراء يحذرون: انتشار البدانة في العالم العربي وصل لمعدلات مأساوية

احتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة ومنطقة جزر الكاريبي

TT

أطلق خبراء عرب وأجانب أمس صافرات الإنذار تحذيرا مما وصفوه بـ«الانتشار المأساوي» لمعدلات البدانة في العالم العربي الذي أصبح يحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة ومنطقة جزر الكاريبي. وفيما ألقى البعض باللائمة على حكومات المنطقة في عدم التحرك بصورة جدية لمجابهة أخطار انتشار البدانة والتكاليف الباهظة التي ستتكبدها لعلاج المرضى، اعتبر البعض الآخر أن الأزمة أصبحت ملحة وتستلزم تحرك جميع مؤسسات المجتمع للحد من انتشار هذه الظاهرة التي رافقت ارتفاع مستوى المعيشة في العقود القليلة الماضية. وقال البروفيسور فيلبيب جيمس رئيس الجمعية الدولية لمكافحة السمنة ، ومقرها بريطانيا، إن دول منطقة الخليج بالذات «اكتشفت مخاطر البدانة نتيجة انتشار مرض السكري بصورة مريعة فيها»، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إيران، أصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالميا في معدلات انتشار البدانة. وتعاني البحرين والكويت من معدلات بدانة مشابهة لما هو سائد في الولايات المتحدة. وقال جيمس في مؤتمر صحافي «مشكلة البدانة تعادل الآن مشكلة مرض الايدز ومعدل الاعمار ينخفض بصورة متسارعة نتيجة لذلك». واوضح ان معدل اعمار المصابين بالبدانة قياسا لمتوسط العمر السكاني في بريطانيا انخفض سنتين، اما في منطقة الخليج فهو يتراوح ما بين عامين لثلاثة اعوام، معتبرا ان هذا الامر يصل الى معدل تراجيدي على مستوى الافراد حيث يتراوح الانخفاض ما بين 10- 15 عاما. وألقى جيمس باللوم على تدني الوعي الغذائي وتشجيع الحكومات في فترة من الفترات على دعم الاغذية الغنية بالشحوم والسكريات التي تعتبر السبب الرئيسي في تزايد معدلات البدانة وبالتالي الامراض المصاحبة لها وخاصة السكر وامراض القلب. وقال ان 99% من الناس يشترون مواد غذائية لا يعرفون طبيعتها وقلة منهم يعرفون انه يجب تناول 600 غرام يوميا من الخضار والفواكه للحصول على غذاء متوازن.

ومن المقرر ان تنطلق اليوم في المنطقة حملة توعية شاملة بمخاطر البدانة تحمل شعار «أنا أقرر»، تقودها مختبرات ابوت الدولية بالتعاون مع مستشفيات ومجموعات صحية ، بهدف توفير الدعم الصحي المباشر عن طرق الهاتف للاشخاص الراغبين في تخفيف اوزانهم. ووجد الدكتور فاضل عبد الله استشاري امراض البدانة في مستشفى دبي الحكومي أن أعدادا متزايدة من المرضى الذين يزورونه هم من ذوي الأوزان المفرطة «لدرجة أنه لا يمكن للميزان العادي ان يقيس وزنهم». وقال «المشكلة في غاية الخطورة ويجب على جميع مؤسسات المجتمع المشاركة للقضاء على هذه الظاهرة». وطالب الدكتور عبد الله بالحد من الممارسات الغذائية السيئة ومنع بث ونشر اعلانات المأكولات السريعة اسوة بالحظر المفروض على السجائر. واعترف عبد الله بعدم توفر ارقام دقيقة عن انتشار مرض البدانة في الامارات او منطقة الخليج نتيجة غياب الاحصاءات، مشيرا إلى أن التقديرات تشير الى ان نحو 75% من سكان منطقة الخليج يعانون من الوزن الزائد او البدانة. إلا أن البروفسور مايك لين استاذ التغذية في جامعة غلاسكو البريطانية اعتبر ان انقاص الوزن بين 5-10 كيلوغرامات يلغي نصف اعراض مرض السكر لدى المصابين به.

وقال محذرا «اذا وصل قطر خصر الرجل الى 110 سنتمترات والمرأة الى 88 سنتيمترا فهذه علامة خطر تجلب معها أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ويجب عندها التحرك بسرعة لاتخاذ القرار بتخفيض الوزن».