في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية خلو الأميركتين واقليمي أوروبا والمحيط الهادي من مرض شلل الاطفال، أكد الدكتور عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان المصري، قرب الإعلان عن القضاء على المرض في مصر. واعترف خلال «ملتقى الدعوة للقضاء على مرض شلل الاطفال في مصر»، الذي استضافته مكتبة مبارك بحضور ممثلي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للعناية بالطفل «اليونيسيف» والوكالة الاميركية للتنمية الدولية، بأن الطفل «آدم» ومحل إقامته ديروط في محافظة أسيوط، أجل الإعلان عن خلو مصر من مرض شلل الاطفال لمدة عامين كاملين، موضحا اكتشاف إصابة هذا الطفل يوم 3 مايو (أيار) الماضي, وأن الاعلان عن القضاء على المرض يقتضي عدم كشف أية حالات لمدة عامين آخرين، مشيرا في الوقت ذاته الى أن اكتشاف حالة ليست هي المشكلة، بل وجود الفيروس هو المشكلة.
واعترف الوزير بأن وضع شلل الاطفال في مصر في بداية 2002 كان مثيرا للقلق والانزعاج، لكن بتبنى استراتيجية الحملات القومية، بمعاونة الجهات الدولية المختلفة وباتباع سياسة جديدة، أمكن في فترة وجيزة تحقيق طفرة كبيرة، مضيفا أن مصر هي البلد الوحيد الذي يذهب فيه الفريق الطبي لتطعيم الصغار من بيت إلى بيت، من دون انتظار الناس للمجيء بأنفسهم الى فريق التطعيمات.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس، إن ستة أمراض، يمكن الوقاية منها في الغالب، مسؤولة عن 73 في المائة من وفيات الاطفال في العالم كل عام. ويسبب الالتهاب الرئوي 19 في المائة من حالات وفيات الاطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة، يليه الإسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا وإصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة. وقال روبرت بلاك الباحث في كلية هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور: «تظهر تقديرات جديدة ان ما يزيد على 7 من كل 10 حالات من الوفيات السنوية لأطفال أقل من الخامسة وعددها 10.5 مليون، مرتبطة بستة أسباب، وان 4 أمراض معدية هي سبب أكثر من نصف كل وفيات الاطفال».
واشار الوزير المصري إلى قرب استئصال مرض الملاريا في مصر قريبا جدا، الذي وصلت الاصابة فيه الى أقل من 1 في المائة بعد أن كانت 20 في المائة سابقا، وكذلك مرض البلهارسيا الذي كان يصيب 39 في المائة من السكان عام 1981 ووصل الى 1.9 فقط العام الماضي، وأنه يجري حصار مرض التهاب الكبد الوبائي بتحقيق الأمن في عمليات نقل الدم وعمليات الحقن للسيطرة على المرض.