العثور على بقايا سفن بحرية استخدمها الفراعنة

وصلوا بها إلى بلاد بونت

TT

أعلن في مصر أمس عن اكتشاف مجموعة كبيرة من بقايا السفن البحرية التي استخدمها المصريون القدماء في رحلاتهم التجارية المتعددة عبر البحر الأحمر إلى بلاد بونت (المحددة حاليا بالسودان ومنطقة القرن الأفريقي (الصومال وإريتريا وجيبوتي والهضبة الإثيوبية)، وذلك داخل أحد الكهوف البشرية المحفورة داخل الميناء الفرعوني الموجود في منطقة مرسى جواسيس، التي تبعد 23 كيلومترا جنوب ميناء سفاجا بالبحر الأحمر. جاء هذا في حديث لفاروق حسني وزير الثقافة المصري في مؤتمر صحافي عقده أمس في القاهرة.

وعثرت على هذا الكشف المهم بعثة أثرية أميركية من جامعة بوسطن بالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة نيبلز الشرقية. وأثناء أعمال التنقيب الآثاري تم الكشف عن مجموعة من حبال الأشرعة والصواري، وأضلاع خشبية لسفن بحرية وألواح سميكة من خشب الأرز المستورد من شمال سورية، بالإضافة الى لوحات عليها نصوص باللغة الهيروغلوفية عن الرحلات والبعثات التجارية المتعددة التي أرسلت لبلاد بونت، حسب الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للأثار.

ويقول الدكتور رود ولفو فاتوفيتش رئيس البعثة الإيطالية إن هذا الكهف يقع على بعد ثلاث كيلومترات من سطح الأرض وأن مدخله تم تدعيمه بأحجار كانت مستخدمة لرسو السفن وألواح عريضة من خشب الأرز، وطوب لبن وطبقة من «البلاستر».

وفي الجهة الشمالية لمدخل الكهف توجد حجرة صغيرة منحوته في الصخر تؤدي إلى حجرتين مستطيلتين قدرت مساحة كل منهما بحوالي 12 م*4 م. وفي الجهة الجنوبية للكهف وجدت حجرة صغيرة تؤدي إلى حجرة أخرى منحوته في الصخر.

ويعتقد الدكتور حواس أن هذا الكهف عبارة عن معبد بناه الفراعنة القدماء في هذه المنطقة إذ عثرت البعثة خارج المدخل الرئيسي للكهف على عدد من النيشات (خزانات عرض)، أربعة منها ما زالت بها لوحات دينية.

وتعتبر اللوحة التي حفر عليها اسم الملك امنحتب الثالث (1800 ق.م) هي من أفضل اللوحات من حيث حالة الحفظ، ويتضمن الجزء العلوي باسم الملك مباشرة. كما يوجد منظر لتقديم القرابين للإله «مين» إله الخصوبة. أما الجزء السفلي فيه نصوص هيروغلوفية ومنظر يوضح بعثتين تجاريتين لبلاد بونت. وقد كانت هاتان البعثتان تحت قيادة أحد المسؤولين ويدعى نب سو وأمنحتب. ويقول الدكتور حواس إن هذه اللوحة توفر معلومات جديدة عن الملك أمنحتب الثالث، الذي أرسل من قبل رحلات متعددة لهذه المنطقة.