الكويت تبدأ بناء «بيت عبد الله».. تكية يسعد فيها الصغار الميئوس من شفائهم

استراحة أخيرة للأطفال ذوي الحالات المستعصية

TT

في حفل بهيج أطلقت فيه الحمائم، شاركت امس العديد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والفنية الكويتية فضلا عن عدد كبير من أطفال المدارس والمراكز التأهيلية المختلفة في وضع حجر الأساس لمشروع إنساني يعد الأول من نوعه بالبلاد، ألا وهو «بيت عبد الله»، أو ما يمكن وصفه بـ «بيت الموت الرحيم».

وقد حظي هذا المشروع ـ الاستراحة للأطفال ذوي الحالات المرضية المستعصية برعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد، ووزير الطاقة الكويتي وزير الصحة بالوكالة الشيخ أحمد الفهد الذي ناب عن الأول في وضع حجر الأساس بمشاركة كل من رئيس الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى الدكتور هلال الساير، بالإضافة إلى أهل الطفل عبد الله الذي سمّي المشروع باسمه تيمناً به وإحياء لذكراه.

وترتكز فكرة «بيت عبد الله» على تقديم الرعاية المتخصصة كخدمة مجانية للأطفال الميئوس من حالاتهم الذين لا يتوقع لهم الشفاء للاستمتاع بطفولتهم كسائر الأطفال، وذلك باستخدام وسائل مختلفة، أهمها تقديم الرعاية المخففة لآلام هؤلاء الأطفال ومعاناة عائلاتهم، والتحكم في الأعراض المصاحبة للمرض باستخدام طرق طبية متخصصة فضلا عن توفير تسهيلات سكنية لراحة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم إلى جانب تقديم خدمات الطوارئ والرعاية النهائية عندما تقتضي الحاجة وتحين ساعة الحسم.

في هذا المكان يمكن للأطفال الميئوس من شفائهم الالتقاء مع عائلاتهم في جو حميم بعيد عن الضغوط النفسية التي يمكن أن يولدها الوجود الدائم في المستشفى لتلقي العلاج. ففي «تكية الأطفال» هذه يمكن أن يمارس الطفل المستعصي علاجه عدة نشاطات منها اللعب أو مشاهدة فيلم وثائقي أو لقاء أقرانه إذ سيصبح «بيت عبد الله» بعد إنشائه مكانا يحيا فيه الطفل المريض حياة طبيعية قدر الإمكان ولأطول فترة ممكنة بصحبة عائلته وأصدقائه.

وكان مؤثرا خلال حفل وضع حجر الأساس عندما قامت والدة الطفل عبد الله، الذي حمل هذا المشروع الإنساني اسمه، بإلقاء كلمة استذكرت فيها لحظات الأمل والألم التي عاشتها مع طفلها خلال فترة مرضه. وروت للحضور تفاصيل رحله عودته من لندن بعد علاج استوفاه هناك مدة عامين كاملين للتعافي من مرض عضال أصابه في جهازه العصبي إلا أنه وبعد كل تلك المحاولات المضنية لعلاجه لم تلح في الأفق أية بارقة أمل في الشفاء.

وقد شكلت شجاعة الطفل عبد الله وعائلته وإصرارهم على أن يحيا طفلهم حياة طبيعية قدر الإمكان، على الرغم من الموت المصدق به، منهلا لاستيحاء الجمعية الكويتية لرعاية الطفولة فكرة إنشاء هذا المشروع. ثم قامت بتصميمه مهندسة كويتية شابة ليصير مصمماً خصيصاً لهذه المجموعة من لأطفال تقدم لهم الدعم والرعاية في أيامهم الأخيرة.