فرنسا تبحث عن «ملائكة رحمة»

TT

قد يدهش الزائر العربي لأحد المستشفيات الفرنسية حين يكتشف ان هناك اكثر من عشر ممرضات لبنانيات يتكلمن العربية ويرحبن به بلغته. الممرضات الآتيات من لبنان او من اسبانيا وكوبا يملأن دور العلاج وملاجئ العجزة ، لأن فرنسا تعاني من نقص كبير في «ملائكة الرحمة».

ويعمل في مهنة التمريض في فرنسا 438 ألف امرأة ورجل. لكن السلطات الصحية تبحث، وبشكل عاجل ، عن 12 ألف ممرضة اضافية للعمل في مستشفيات البلاد وفي دور المسنين. وتأتي مهنة التمريض في المرتبة الثانية، بعد عمال البناء ، في قوائم المهن الاكثر طلبا لدى مكاتب التشغيل، وخصوصا في العاصمة باريس وضواحيها، وفي مدن الشمال الفرنسي.

وتفقد مستشفيات باريس ألفي ممرضة كل عام بسبب التقاعد او ترك المهنة. ويشكل هذا الرقم عشرة في المائة من الممرضات العاملات في مستشفيات العاصمة. ولتعويض هذا التسرب ، تقوم ادارات المراكز الصحية بحملة لتشجيع الفتيات على العمل في ميدان التمريض، وتقديم حوافز سكنية لمن توافق على العمل في الارياف.

واستقدمت فرنسا مئات الممرضات من الخارج خلال السنوات الثلاث الماضية ، لكن التجربة لم تلق النجاح دائما، إذ فضّلت الممرضات الاسبانيات العودة الى بلادهن بعد انتهاء عقودهن لأنهن فشلن في التأقلم مع ظروف العمل والحياة في فرنسا، واعتبرنها موترة للاعصاب.

وسعت ادارات التعليم الى توفير 30 ألف مقعد اضافي لدراسة التمريض، لكن هذه الصفوف لا تجد من يشغلها بالكامل. وتشير احدى الاحصائيات الى ان طالبة من كل خمس تتخلى عن مواصلة الدراسة قبل انتهاء السنوات الدراسية الثلاث المقررة في المنهاج. ويأتي العزوف عن هذه المهنة بسبب ساعات العمل غير الثابتة من جهة، ولأن الممرضة، من جهة اخرى، ما زالت تعامل بشكل لا يليق او يتناسب مع العمل الانساني الذي تقوم به.

وشهدت المدن الفرنسية الكبرى العديد من مظاهرات الممرضات ، خلال السنوات الأخيرة ، للمطالبة بزيادة اجورهن وجعلها تتناسب مع الجهد المبذول في هذه المهنة، ويتراوح راتب الممرضة في فرنسا بين 1400 يورو للمبتدئة، ويصل الى 2000 يورو عند نهاية الخدمة.