ألف جراح فرنسي ينفون أنفسهم طوعا إلى بريطانيا

لأن وزير الصحة لم يف بوعوده لهم

TT

يغادر فرنسا اليوم الى الساحل البريطاني قرابة الألف جراح ممن يمارسون المهنة بشكل مستقل، في عملية نفي طوعية تستغرق اربعة ايام فقط، وذلك احتجاجا على نكث وزير الصحة بالوعود التي سبق أن أبرمها معهم لتحسين ظروف ممارسة عملهم. وتتوافق هذه العملية غير المسبوقة، والمدعومة من تجمع جراحي فرنسا، مع حركة اضراب عام. وهي تثير الانتباه نظرا لأن القائمين بها ينتسبون الى مهنة تعتبر من الأعمال المرموقة وذات الدخل العالي.

وأطلق «المنفيون» على حركتهم هذه اسم «عملية المانش الثانية»، باعتبار انهم سبق ان هددوا في العام الماضي بعبور بحر المانش الى بريطانيا احتجاجا على ظروف عملهم. وقد تراجعوا عن تهديدهم ذاك في آخر لحظة بعد وعود قطعها لهم وزير الصحة الفرنسي بالاستجابة لمطالبهم وبزيادة الأجور المخصصة لهم من صندوق التأمين الصحي.

وضرب الجراحون موعدا لهم في «محطة الشمال» للقطارات، هذا الصباح للانطلاق في القطار العابر للمانش «اليوروستار» نحو بريطانيا، وهو البلد الذي يأتي مواطنوه الى فرنسا لاجراء العمليات الجراحية، بشكل متزايد بسبب ازدحام المستشفيات هناك وتأخر الحصول على مواعيد لاجراء الجراحات غير المستعجلة.

ويرى «المنفيون» الألف، وزملاؤهم الثلاثة آلاف الذين سيعبرون عن احتجاجهم بالإضراب، ان مهنتهم تتطلب سنوات دراسية وتدريبية طويلة، لا تتناسب والجهد الذي يبذلونه، ولا مع ساعات الدوام والمخاطر التي يتعرضون لها في حالة عدم رضى المريض عن نتائج العملية.

ولم يكشف الجراحون «المنفيون» عما سيفعلونه في فترة منفاهم البريطاني، وهل ستكون بمثابة سفرة سياحية لهم ام انهم سيضعون خبراتهم تحت تصرف مستشفيات الملكة اليزابيث الثانية.