فاز المعماري ماريو بيليني وزميله الفرنسي رودي ريكيوتي بمسابقة تصميم قسم الفنون الاسلامية الجديد في متحف اللوفر في باريس. وحاز التصميم اعجاب لجنة التحكيم لفرادته وبساطته التي تحترم البصر، ولأنه يتماشى تماما مع واجهات هذا المتحف التي انشئت في القرن السابع عشر.
وكان رجل الأعمال السعودي الامير الوليد بن طلال قدم 17 مليون يورو مساهمة منه في انشاء القسم الجديد في المتحف. وتبلغ الكلفة الاجمالية لهذا المشروع 56 مليون يورو، تقدم الدولة الفرنسية مبلغ 26 مليونا منها وتغطي التبرعات القسم المتبقي.
وأبرز ما يلفت النظر في التصميم وجود سقف من ارضية متماوجة مصنوعة من الكرات البلورية والعوارض المعدنية، يسبح في مساحة تقع بين الأبنية القديمة للمتحف، مثل بساط علاء الدين السحري الطائر. وقد نجح المهندسان في التعامل مع المواد التي تحتاج الى انارة خاصة، وتلك التي تتألف في الظل. فالطابق الارضي من قسم الفنون الاسلامية سيكون سابحا في النور، بينما يخيم جو من العتمة على الطابق الواقع تحت الارض، حيث ستعرض القطع الحساسة للنور والتحف الهشة.
وجرى، الثلاثاء الماضي، تقديم المشروع الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أعرب عن اعجابه به. كما حاز المشروع رضا الأمير الوليد بن طلال الذي يبذل كل ما في وسعه لتقديم الصورة المشرفة للحضارة العربية والاسلامية.
واشتهر المعماري ماريو بليني في مجال المشروعات التي تتعامل مع التراث وتصميم مباني المتاحف.
اما زميله رودي ريكيوتي فقد حقق شهرة عالمية بعد فوزه في مسابقة تصميم المتحف الذي سيقام في مدينة مرسيليا، جنوب فرنسا، للحضارات الاوروبية والمتوسطية.
واوضح هنري لواريث، رئيس متحف اللوفر في باريس، اكبر متاحف العالم، ان القسم الجديد سيأتي ليحتضن المجموعة المهمة التي يمتلكها اللوفر للفنون الاسلامية. ويقدر عدد قطع هذه المجموعة بأكثر من عشرة آلاف، تضاف اليها ثلاثة آلاف قطعة موجودة في متحف فنون التزيين. وبهذا، فان القسم الجديد في المتحف الباريسي سيكون كفيلا بمنافسة ما هو موجود في متحف المتروبوليتان في نيويورك.
يذكر ان ثمانية معمارين من ذوي الشهرة العالمية تنافسوا للفوز بتصميم قسم الفنون الاسلامية الذي سيقام في أحد أجنحة مبنى «مرسان« وتحت الساحة المسماة «فيسكونتي« في اللوفر. وكان بين المتنافسين المهندسة العراقية نها حديد التي اقترحت اقامة قبة مربعة تستلهم شكل الكعبة المشرفة، وسط الساحة.
ومن المؤمل ان يفتتح الجزء الاول من المشروع في الربيع المقبل، بينما يتم استكمال الجزء الواقع تحت الارض حتى عام 2009 .