مع حلول عام 2030 تكون استراليا قد أصبحت خالية من المدخنين، وبدلا من التباهي في حملها في الشارع سيسبب منظر السيجارة العبوس لدى العديد من الناس، هذا ما خلص اليه فريق من الباحثين درسوا التوجهات الجديدة في سلوكيات الناس في استراليا.
وقالت الدراسة التي أعدتها جامعة كيرتين في الاقليم الغربي لاستراليا، انه حسب الاحصائيات المتوفرة عن عادات الناس بالنسبة للتدخين، فإن النساء سيكن السباقات في الابتعاد عن «وباء التدخين»، مضيفة انه مع حلول عام 2029 ستكون استراليا خالية من المدخنات، وبعد عام واحد سيلحق الرجال بالركب ويتخلصون هم ايضا من هذه العادة. وتعد نسبة عدد المدخنين في استراليا الأقل بين الدول الصناعية، وربما الأقل في العالم اجمع.
وحسب الاحصائيات المتوفرة، فقد تقلصت العام الماضي نسبة المدخنين (15 سنة فما فوق) الى 17.4 في المائة من 70 في المائة، عما كانت عليه قبل 60 عاما، كما أشار المعهد الصحي القومي. ولقد ساعدت الحملة الصارمة التي اتبعتها الحكومة في التقليل من نسبة عدد المدخنين، اذ منعت إعلانات الترويج للسجائر، كما منعت وجود صور المدخنين في الشوارع، وكذلك تعاطيها في الأماكن العامة. ومثلا يتعاطى 27 في المائة من الناس البالغين التدخين في بريطانيا، و25 في المائة في نيوزيلاندا، اما عدد المدخنين في هولندا فيعتبر الأعلى بين الدول الصناعية الغربية، اذ يتعاطى التدخين ما يقارب ثلث البالغين.
ويعتقد البروفيسور ميك دوبي من الطاقم الذي أشرف على الدراسة: «ان وباء التدخين سيختفي من استراليا بعد 25 عاما، وان هذه التوقعات مبنية على الأرقام التي بحوزتنا وعلى التوجهات التي رصدناها خلال 22 عاما. لقد بدأنا الاقتراب من نهاية هذا الوباء، ويمكننا ان نقول إن التدخين سيقضى عليه مع نهاية 2030».
وأضاف البروفيسور دوبي انه كلام غير مبالغ فيه «ان نقول ان هذا التوجه في الابتعاد عن العادة سيوصله الى نقطة الصفر»، مؤكدا أن الحملة القائمة لمكافحته في الاعلانات والأماكن العامة يجب أن تستمر وبنفس القوة.
وحسب الأرقام المتوفرة فإن واحدا من كل اربعة أشخاص من الأستراليين اصبحوا مما يطلق عليه الآن بـ«مدخن سابق»، وذلك بعد أن فرضت قوانين اعتبرت الأشد في العالم، ومنع التدخين في جميع الأماكن العامة والمطاعم في معظم الأقاليم.
وابتداء من هذا الشهر، بدأت المقاهي في تخصيص أماكن لغير المدخنين. ومع حلول 2007 سيكون هناك منع تام في جميع النوادي والمقاهي وغيرها من أماكن التجمعات الاجتماعية. ومع منعها ايضا على الشواطئ، فقد اصبح التدخين تقريبا محصورا في البيوت الخاصة.