3 مليارات إنسان يشربون ماء البحر عام 2025

مياه الرياض العذبة مهددة بالنضوب إذا استمر تبذيرها

TT

قال وزير البيئة السنغافوري ليم سويي ان حوالي نصف مليار شخص في 31 دولة عانوا من شح المياه عام 1995، وانه مع حلول عام 2025 سيعاني حوالي ثلاثة مليارات انسان في 48 بلدا من نقص المياه، وان هذا العدد يزداد الى اربعة مليارات انسان في 54 بلدا مع حلول عام .2050 وكان سويي يتحدث في افتتاح المؤتمر العالمي للمياه في سنغافورة أمس والذي كشف ايضا ان المليارات من سكان العالم سيواجهون شحا في مياه الشرب في السنوات المقبلة وان الكثير من الدول ستضطر قريبا للاعتماد على مياه البحر المحلاة. كما ان بعض المشاركين رجح ان تصبح المياه خلال القرن الحالي من القضايا الاقتصادية والأمنية الرئيسية. وذكر ليون أوربوش، رئيس المؤتمر، ان المياه في طريقها لأن تصبح اكثر الموارد العالمية أهمية في التنمية الاقتصادية. وعلق أوربوش قائلا ان القرن العشرين كان قرن النفط اما القرن الجديد فسيكون قرن المياه، إذ من المحتمل ان يؤدي نقص المياه إلى زيادة احتمالات خطر النزاعات الدولية.

ويرى الخبراء ان النمو السكاني والتوسع في الصناعة سيزيدان الطلب العالمي على المياه بنسبة كبيرة خلال السنوات المقبلة. ويعتقد الخبراء كذلك ان تكرير مياه البحر هو السبيل الوحيد لمعالجة هذه المشكلة. ويذكر ان عملية التكرير كانت مكلفة، غير ان التكنولوجيا الجديدة ساعدت في خفض تكاليف التكرير كثيرا. وان كلفة تحلية متر مكعب واحد من ماء البحر لا تزيد الآن عن سبعين سنتا اميركيا، وان هذه التكلفة ستنخفض الى 30 سنتا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

ومن جهة اخرىاكدت دراسة حديثة اجريت في العاصمة السعودية ان المياه العذبة في الرياض التي تستخرج من الآبار العميقة معرضة للنضوب في حين قد يصبح الماء غائرا في بعض الآبار بعد 15 عاما اذا ما استمرت حالة الاسراف في استهلاك المياه باستخداماته المتعددة.

وشددت الدراسة العلمية، التي اجرتها مصلحة المياه والصرف الصحي في السعودية، على الآبار العميقة في شرق الرياض، على ان الماء العذب في العاصمة السعودية يمكن ان تستفيد منه الاجيال المقبلة اذا جرى وضع سياسة ترشيد ناجحة، مشيرة الى ان هناك بدائل كثيرة امام المواطن في الرياض لكي يوفر للأجيال المقبلة الماء العذب ومن خلال سقي الحدائق المنزلية بمياه الآبار السطحية التي يمكن حفرها في احد اركان المنزل بتكلفة لا تزيد على 24 ألف ريال في اعمق تكويناتها في حين تصل التكلفة في الغالب ما بين 14 ألفا و17 الف ريال، ويمكن ان يستفاد من مياه هذه الآبار المنزلية في ري الحدائق وغسل الارضيات وتعبئة اجهزة الطرد في دورات المياه مما يساهم في توفير المال والجهد ويحقق هدف الترشيد.

ورأت الدراسة ان مياه الآبار السطحية في مدينة الرياض مأمونة بكتيرياً وجرثومياً وبيئياً، كما ان استمرار الضخ من البئر وتكرار حركة المياه يقلل من الملوحة.

وشددت الدراسة على انه يمكن للمستهلك تسديد قيمة حفر البئر من فائض الاستهلاك الحالي الذي يوفره بعد حفر البئر اذ سيسترد قيمتها خلال سنة واحدة فقط.

واعتبرت مصلحة المياه والصرف الصحي التي اجرت الدراسة ان صنبور المياه عندما يكون مفتوحا بكامله اثناء الوضوء فانه يهدر 38 لترا من الماء، كما يتم هدر 76 لترا من الماء اثناء الحلاقة، مطالبة المستهلكين بالاستخدام الامثل في ذلك، كما طالبت ربات البيوت بغسل اكبر عدد ممكن من الملابس في الغسالة المخصصة لذلك، كما يجب عدم ابقاء صنبور المياه مفتوحا اثناء غسيل الاواني، بل يتم ملء المجلى وتغسل الاواني بالصابون ثم تشطف بسرعة، كما يتطلب ترشيد المياه اذابة المواد الغذائية المجمدة في الثلاجة من خلال اخراجها قبل وقت كاف من استخدامها حتى تذوب تلقائيا بدلا من اذابتها تحت صنبور المياه.

من جهة اخرى اعتبرت منظمة الصحة العالمية ان الامراض الاستوائية ذات العلاقة بالمياه الملوثة او بالرطوبة يمكن ان تتراجع بفضل اجراءات بسيطة لتعقيم المياه والوقاية الشخصية.