150 أديبا يشكرون بيفو صاحب أشهر برنامج ثقافي فرنسي

«السي. آي. إيه» كلفت عميلا بمتابعته لمعرفة الاتجاهات السياسية لكبار الكتاب

TT

اهم احداث الصالون السنوي للكتاب الذي اختتمت دورته الحادية والعشرون في باريس، امس، الملحق الخاص الذي اصدرته صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» تحت عنوان «شكرا برنار بيفو».

اشترك في تحرير الملحق 150 اديبا من فرنسا وخارجها من الذين استضافهم بيفو في برامجه الثقافية الثلاثة التي واصل تقديمها من شاشة التلفزيون الفرنسي طوال 26 عاما، واشهرها «ابوستروف». وتخصص بيفو بالتعريف بالكتب الجديدة، وكان قارئا نهما وذكيا، ومقدما جذابا عرف كيف يقرب الاصدارات الادبية والعلمية من الجمهور العريض. لهذا كان الظهور في برنامجه بمثابة الضمانة لنجاح الكتاب وارتفاع مبيعاته. وكم من كاتب اصبح نجما بين عشية وضحاها وهطلت عليه العائدات المالية بفضل اختياره للظهور في برنامج برنار بيفو.

واعلن المقدم الاشهر في فرنسا انه بصدد اعتزال التلفزيون بعد انتهاء الدورة الحالية، قبل عطلة الصيف. وكان قد كافح من اجل ان تبقى للبرامج الثقافية مكانتها في التلفزيون، وبالاخص في القنوات الرسمية. واعرب بيفو عن اسفه، في اكثر من مناسبة، لان نسب المشاهدة وغزو البرامج المنوعة دفعا ببرنامجه الاخير «مزيج من الثقافة» الى ساعة متأخرة من مساء الجمعة، بعد ان كان موعده بعد نشرة اخبار المساء، مباشرة. ويبحث المسؤولون في القناة الثانية (الرسمية) منذ اشهر عن خليفة لبرنار بيفو، من دون ان يوفقوا في مسعاهم حتى الآن.

وضم الملحق المخصص لتكريم بيفو، مقالا للكاتبة دومنيك ديسانتي، كشفت فيه ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كانت قد كلفت احد عملائها في باريس، اواخر الستينات، بمتابعة برنامج بيفو وكتابة تقارير عن الاتجاهات السياسية لكل واحد من الادباء الذين يستضيفهم.

ونقلت ديسانتي هذه المعلومة عن احد مديري الوكالة المتقاعدين. وكانت الكاتبة ذات الماضي اليساري تعاني من صعوبات في الحصول على تأشيرة دخول الى اميركا عندما كانت مدعوة لالقاء محاضرات في جامعة كاليفورنيا في تلك الفترة.

وكتب الطاهر بن جلون، الكاتب المغربي الذي ظهر في برنامج بيفو اكثر من مرة، انه كان يتلقى مكالمات تشجيعية من اصدقائه قبل كل ظهور، وانه كان يستغرب تلك المكالمات لان الظهور في برنامج تلفزيوني ليس امتحانا.

مع هذا، فانه حال الجلوس امام الكاميرات يشعر بالامتياز الذي يفرض عليه ان يكون بمستوى المناسبة.

اما الممثل الاميركي كيرك دوجلاس، فكتب يقول ان توقف برنامج بيفو خسارة كبرى للتلفزيون. وكان دوجلاس قد ظهر في احدى الحلقات بمناسبة صدور كتابه الاول «ابن النجار»، وامتعض لان ضيفا آخر هو خبير الدعاية الفرنسي جاك سيجيلا قال عنه، خلال البرنامج، انه ممثل وليس نجماً.

واستذكرت اني كوهين سولال، الموظفة السابقة في الملحقية الثقافية بسفارة فرنسا في واشنطن، وقائع الحفل التكريمي الذي اقيم لبرنار بيفو في نيويورك قبل عشر سنوات، بمناسبة اختياره افضل مقدم لبرامج الحوارات. يومها زحف مئات الفرنسيين المقيمين في اميركا الى موقع الحفل في احد الفنادق لالقاء نظرة على نجمهم المفضل، وسدوا المدخل بحيث عجزت جاكلين كيندي، قرينة الرئيس الاميركي الاسبق، عن بلوغ المكان واتصلت هاتفيا لتقول انها كانت تتمنى لو تكون مع بيفو.

يومها، ارسل الرئيس السابق فرانسوا ميتران مستشارته الثقافية لور ادلر الى نيويورك لالقاء كلمة تحية الى بيفو، بالنيابة عنه، ختمها بتوقيع: «فرانسو ميتران. رئيس جمهورية وكاتب».