فيلادلفيا تحتفي بالذكرى الـ300 لميلاد مواطنها بنجامين فرانكلين

اخترع مانعة الصواعق واكتشف هواء الزفير السام واقترح التوقيت الصيفي

TT

إذا كان ثمة إنسان في تاريخ الولايات المتحدة يستحق لقب «علم النهضة الأول»، فلا شك أن ذلك الإنسان هو فرانكلين بنجامين، العالم الشهير المتعدد المواهب والقدرات، الذي تستعد أميركا، خاصة مدينة فيلادلفيا التي عاش فيها معظم عمره، وأنجز منها أشهر أعماله واكتشافاته، للاحتفال بذكرى مرور ثلاثة قرون على ميلاده.

وتجري استعدادات مكثفة في مدينة فيلادلفيا للاحتفال بمرور 300 عام على ميلاد بنجامين فرانكلين، بتنظيم معرض خاص من المقرر افتتاحه في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في قاعة «ناشونال كونستيتيوشن سنتر». وسيتضمن المعرض الذي يحمل اسم «بنجامين فرانكلين: البحث عن عالم أفضل»، معلومات عن حياة أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة. وسيتمكن الزائرون من مشاهدة ما يربو على 250 من الأعمال الفنية، من بينها وثائق موقعة بخط فرانكلين، بمناسبة تأسيس الولايات المتحدة، وذلك طوال فترة المعرض حتى 30 إبريل (نيسان) عام 2006. ولد فرانكلين في مدينة بوسطن، غير أن فيلادلفيا تذكر بوصفها موطن فرانكلين، حيث أنه عاش في فيلادلفيا لفترة طويلة ودفن فيها.

والمعروف أن فرانكلين، الذي ولد في 1706 وتوفي عام 1790، لم يكن أحد مؤسسي الولايات المتحدة فحسب، بل كان أيضا عالما شهيرا ومخترعا ورجل دولة، وناشرا وفيلسوفا وموسيقيا واقتصاديا. وقد أجرى تجارب مهمة في الكهرباء. وهو مخترع مانعة الصواعق ونوع من المواقد لا يزال يستعمل حتى الآن. كما أنه عرف استعمال المصطلحات الكهربائية «موجب» و«سالب». وخلال تجربته الأكثر شهرة، أثبت فرانكلين أن البرق هو نوع من الطاقة المشابهة للطاقة الكهربائية الساكنة. ولبيان هذا قام فرانكلين بتطيير طائرة شراعية صغيرة خلال عاصفة رعدية، ثم وضع إصبعه قريبا من مفتاح موصول بالخيط المعدني الذي يربط الطائرة الشراعية، وعند ذلك نشبت شرارة في ما بينهما.

كما كان أول من وضع الصور في الاعلانات، وأول من اكتشف هواء الزفير السام، وأول من فكر في اتباع نظام التوقيت الصيفي.

وستتذكر الانسانية فرانكلين لكتاباته. وهو قد كتب، على سبيل المثال، في «بور ريتشاردس» Poor Richard"s، أن «القدوة هي أفضل موعظة». ولدى سؤاله عن أفضل سبيل للمضي قدما في الدنيا، أجاب قائلا: «اقرب طريق الى المجد، هو ان نفعل لضميرنا ما نفعله، عندما نصبو الى الشهرة والعظمة». وعن أنبل سؤال في الدنيا لديه قال فرانكلين: «ما هو الخير الذي يمكن أن افعله في هذه الدنيا؟». ومن المأثور ايضا عن فرانكلين قوله «لا تبيع الفضيلة لشراء الثروة، ولا تبيع حريتك لشراء السلطة». وحضر تشييع جثمان فرانكلين أكثر من 20 ألفا من المعزين، لإلقاء نظرة أخيرة على واحد من أهم رموز التاريخ الأميركي.