السوار.. الطريقة الجديدة لتسجيل المواقف

10 ملايين أسورة لحملة واحدة في بريطانيا وحدها.. والحمى انتقلت للعالم العربي

TT

لا بد أن تكون قد لاحظت، في حال كنت ممن تفرجوا على حفلات الـ«لايف 8» التي اقيمت في عدد من المواقع العالمية في الثاني والثالث من شهر يوليو، ومن بينها حديقة «هايد بارك» في وسط العاصمة البريطانية لندن، أن هناك أمرا واحدا يجمع الحاضرين وحتى الفنانين الذين قدموا العرض.. الجميع كان يرتدي ذلك السوار الأبيض الشهير الذي كتب عليه بالانجليزية «ميك بوفيرتي هيستوري» (اجعل الفقر من الماضي). وان كانت الحفلات الغنائية قد شدت انظار العالم في عطلة نهاية الاسبوع تلك، فإن من تمشى في شوارع العاصمة البريطانية قبل هذا الحدث بأشهر وبعده لا بد أن يكون لاحظ أن هذه الأساور البيضاء وجدت طريقها حول سواعد الشباب والأطفال والكبار. وكيف لا تلاحظ هذه الظاهرة عندما يكون هناك 10 ملايين شخص يرتدي نفس السوار؟ وهذا العدد يقتصر على مرتديها في المملكة المتحدة وحدها، بحسب ما قال نيك كافكا من المكتب الإعلامي لحملة «ميك بوفيرتي هيستوري». وكأن الاساور البيضاء ليست وحدها التي تلف سواعد الناس في بريطانيا، فهناك اساور حمراء وصفراء كذلك، وكل منها يعبر عن موقف ما. يرجح نيك ان تعود الظاهرة في الاصل لحملة «ليف سترونغ» (عش قويا) التي انطلقت في صيف العام 2004 لدعم مرضى السرطان ونشر التوعية اللازمة حول هذا المرض، ويرمز لها بسوار اصفر يحمل اسم الحملة. واطلق الحملة بالرياضي الأميركي لاينس ارمسترونغ، الذي عانى من السرطان ومن ثم استطاع الفوز سبع مرات بسباق الدراجات الهوائية الفرنسي بين عامي 1999 و2005، ليتحول بذلك إلى ايقونة أمل للكثيرين حول العالم. وبيع السوار الواحد بدولار أميركي واحد واستطاعت الحملة جمع 5 ملايين دولار من اجل غايتها. أما سبب اختيار اللون الاصفر فيعود لأنه يرمز للون القميص الذي كان يرتديه ارمسترونغ خلال السباقات. وبالعودة للسوار شعار حملة «اجعل الفقر من الماضي»، يقول كافكا انه تم اختيار اللون الابيض لأنه يمثل النقاء والسلام حول العالم، أما حول فكرة السوار نفسه فيقول ان الميزة في هذه القطعة المطاطية هي انها متعددة الاستخدامات، قد تستخدم كسوار او ربطة شعر او تعلق على مرآة السيارة. ويمكن اضافة فكرة انها لا تكلف كثيرا لصناعتها، وبالتالي لا تكلف كثيرا للحصول عليها (تباع بجنيه استرليني واحد ويمكن زيارة الموقع الالكتروني التالي للحصول على التفاصيل http://www.makepovertyhistory.org/whiteband/index.shtml ). اللافت هو ركوب «ظاهرة السوار» موجة العولمة، حيث اصبح هناك سوار للكثير من القضايا، وأطاحته سريعا لسلفة «الدبوس» (وهو عبارة عن شريط أو شعار يثبت على الصدر في أيام معينة)، وذلك ربما بسبب عملية السوار وقابلية ارتدائه يوميا. وقبل أيام طرح «السوار الأحمر» الذي يحمل كلمة «ريلنتليس» بالانجليزية (وتعني مثابر بالعربية) وهي خاصة بحملة مماثلة للتوعية ومساعدة مرضى سرطان الدم «لوكيميا». عربيا، اشتهر السوار مؤخرا في لبنان، وتحديدا عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) الماضي. حيث ارتدى شباب لبنان اساور كتب عليها «من اجل لبنان» و«وحدة لبنان». ويستطيع اللبنانيون المغتربون شراء اساورهم من خلال موقعwww.unitedforlebanon.com . أما في الاردن فيباع حاليا سوار بألوان مختلفة، كتب عليه «الأردن أولا»، وهو الشعار الذي اطلق على الحملة الوطنية التي لاقت صدى كبيرا قبل سنوات.