نجاح علاج جديد في التصدي لفيروس «سارس» في القرود

نتائج أبحاث أميركية صينية تبشر باستخدامه لتحصين الإنسان من مضاعفات التهاب الجهاز التنفسي الحاد

TT

واشنطن ـ رويترز: قال باحثون اميركيون ان اسلوبا علاجيا تجريبيا يسمى تدخل «ار.ان.ايه»، قلل من حدة مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارس» لدى القرود. وقالت شركة صغيرة لابحاث التكنولوجيا الحيوية مقرها ماريلاند بدأت نشاطها منذ اقل من عام، ان القردة التي أصابتها عدوى سارس سواء قبل او بعد تحصينها بالعلاج، تقلصت لديها حدة المرض مقارنة بالقردة التي لم تتلق العلاج.

وقال العلماء في عدد سبتمبر (ايلول) من دورية «نيتشر ميديسن» العلمية، انهم يعتقدون بان اسلوبهم يساعد على منع الفيروس من اصابة الخلايا، وربما من الانتشار من خلية الى اخرى.

ويسبب فيروس لم يكن العالم يعرفه من قبل مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد، وبات اسمه الان فيروس سارس التاجي. وظهر المرض لاول مرة في مقاطعة جوانجدونج في الصين، وانتشر منها الى بلاد كثيرة في انحاء العالم في عام 2003. وأصاب سارس اكثر من ثمانية الاف شخص وأودى بحياة نحو 800 نتيجة الاصابة بالتهاب رئوي وفشل الرئة. تم احتواء سارس عن طريق الحجر الصحي والعزل. لكن خبراء الرعاية الصحية يخشون من انتشار المرض من جديد في اي وقت، وتعكف شركات الادوية على ابتكار لقاحات للمرض وعقاقير لعلاجه. ومنذ عام بدأت شركة انتراديجم، احدى الشركات التي كانت تابعة لمؤسسة نوفارتس السويسرية العملاقة للصناعات الدوائية، مشروعا لتطوير علاجات تجريبية، باستخدام الحمض النووي الريبي «ار.ان.ايه»، وهو نظير للحمض النووي (المنقوص الاوكسجين) «دي.ان.ايه».

والحمض النووي «دي.ان.ايه»، هو المكون الرئيسي للكروموسومات ويحمل المعلومات الوراثية ويوجد في جميع الاحياء، ما عدا بعض الفيروسات. اما الحمض النووي الريبي «ار.ان ايه» فيوجد في جميع الخلايا الحية ويعمل بديلا للحمض النووي «دي.ان ايه» في بعض الفيروسات.

وقام العلماء بتطوير شريطين يحتويان على الحمض النووي الريبي، اطلق عليهما اسم «اس.اي.ار.ان.ايه»، للتصدي لعمل اثنين من الجينات الرئيسية في فيروس سارس اسمهما «سبايك» و«او.ار.اف.1 بي.23». وبالتعاون مع باحثين صينيين قام باتريك لو من انتراديجم وزملاؤه بتجربة الشريطين اللذين جرى تطويرهما على 20 قردا مصابا بـ«سارس» بعضها قبل الاصابة والآخر بعد الاصابة بالمرض. واستخدم شريط غير فعال ضد سارس مع مجموعة منها. ورغم اصابة جميع القردة بالمرض، الا ان التي استخدم معها الشريطان النشيطان ظهرت عليها اعراض اقل حدة، منها ارتفاع اقل في درجة الحرارة وصلت الى 7.38 درجة مئوية، اي بارتفاع بسيط عن درجة الحرارة العادية للقردة والبالغة 5.38 درجة مئوية. وأمكن اكتشاف الفيروس في فم 25 في المائة فقط من القردة التي تم تجربة العلاج عليها مقارنة بجميع القردة التي لم تتلق العلاج. وقال الباحثون انه عندما قتلت القرود وتم فحص رئاتها اتضح ان الحيوانات التي حصلت على العلاج كان بها عدد اقل من خلايا الرئة المصابة.

واضافوا ان التجربة توضح ان العلاج آمن ويمكن اختباره على الانسان.