عدد ضحايا التهاب المخ في شمال الهند يرتفع إلى 400

تنقله أنثى البعوض.. قاتلة البشر الأولى بامتياز

TT

يبدو أن أنثى البعوض لا تني «توسع أعمالها».. فقد قال مسؤول كبير في القطاع الصحي أمس (الخميس) إن عدد ضحايا وباء التهاب المخ في شمال الهند، الذي يؤدي الى حمى حادة في المخ تنتج عن فيروس ينقله البعوض، يقترب من 400 وان أكثر من 10 اشخاص أغلبهم من الأطفال يموتون يوميا. وبذا يضيف البعوض إلى «قائمته المخيفة» وباء جديدا إلى جانب «خبرته النافذة» في نقل حمى الضنك وفيروس حمى غرب النيل الفاتكين.

وقال او.بي. سينغ من إدارة الخدمات الطبية في ولاية اوتار براديش «مات ما بين 10 و15 شخصا يوميا تقريبا في الاسابيع الثلاثة الماضية. يقترب العدد الان من 400». وأضاف أن 11 مريضا توفوا في الساعات الـ 24 السابقة في منطقة جوراخبور الأكثر تضررا.

واصيب نحو 1100 شخص أغلبهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و 13 عاما بالتهاب المخ في المنطقة منذ ورود اول تقارير عن تفشي المرض يوم 27 يوليو (تموز) الماضي.

وينتشر المرض في مناطق تغمرها المياه في موسم الأمطار في الهند. وتشير تقديرات رسمية إلى أن نحو 1500 شخص توفوا بسبب المرض في ولاية اوتار براديش في الاعوام السبعة والعشرين الماضية.

ومع تأكيد الباحثين نقل أنثى البعوض وباء التهاب المخ، فإن هذه الأنثى «الدقيقة» تدخل حيزا آخر في فتكها بالناس وتهديد حيواتهم. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، أوضح البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن في عام 2003 ان نحو 1.5 يمني يصابون بالملاريا كل عام يموت منهم نحو 15 الفا. وتعتبر الملاريا في ذلك البلد من أكبر المشكلات الصحية التي تواجهه، ولا توجد محافظة خالية منها.

وفي السودان، حسب تقرير لوزارة الصحة في يناير (كانون الثاني) 2002، تأخذ الملاريا شكل الوباء وتحتل صدارة المراض الفتاكة إذ تقضي على 35 ألف شخص سنويا من أصل 7.5 مليون يصابون بها.

وكان البعوض الناقل لمرض الملاريا يمثل ذات يوم كارثة في برد انجلترا القارس في مسرحيات شكسبير وحتى في المناطق القطبية الشمالية من الاتحاد السوفياتي السابق.

ومع إدراك تاريخ مرض الملاريا وبأنه ينمو في الأجواء الباردة اختلف الخبراء حول المدى الذي يمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري فيه إلى انتشار أحد أكثر الأمراض المميتة على وجه الأرض الذي يقتل مليون شخص سنويا في الدول الفقيرة.