«الحضارة الإسلامية للجميع» في مدريد

TT

افتتح في متحف بلدية مدريد العاصمة الاسبانية، معرض «الحضارة الاسلامية للجميع»، الذي يهدف الى «ازالة الغموض والخطأ الذي لحق بتاريخ الحضارة الاسلامية، القريبة من اسبانيا جغرافيا وتاريخيا، والمجهولة والبعيدة عن الاسبان».

وتقول مارغاريتا لوبيث احدى المسؤولات عن تنظيم المعرض «ان احد الاتهامات الموجهة ضد المسلمين هي عدم اهتمامهم بالنظافة، وهذا غير صحيح، فالمسلم عليه ان يتوضأ خمس مرات في اليوم، واذا ما وجد بعض المسلمين ممن لا يهتمون بالنظافة فهذا ليس من الاسلام». واضافت: ثمة خطأ شائع آخر بين الاسبان هو ان الاسلام يسلب المرأة حقوقها و«هذا خطأ آخر، فان اول المسلمين هي امرأة، وهي خديجة». ومثال آخر «فالمرأة في الاسلام تستطيع ان تشتري وان تبيع دون ان تنتظر الاذن من زوجها او ابيها، وهو ما لم تستطع تحقيقه المرأة الاسبانية حتى وقت قريب جدا».

ويعتمد المعرض اسلوب البساطة والوضوح في العرض والتنظيم، وتوزعت مواده في عدة اقسام، وهي موضحة بالصور والكتابة.. فهناك المواد التي جلبها العرب الى اسبانيا مثل الحناء والعسل والكحل وعطور وتوابل مثل الياسمين والورد والكمون والقرفة وغيرها، ويوفر المعرض اجهزة خاصة تبعث رائحة هذه العطور والمواد لمن يرغب في شمها. وهناك أثر لا يزال اثره واضحا في اللغة الاسبانية وهو كثرة الكلمات ذات الاصل العربي المستعملة يوميا في الاسبانية، ولأجل توضيح ذلك يقرأ الزائر قصة بسيطة يتوضح من خلالها الكلمات العربية المستعملة في الحياة اليومية الاسبانية مع وضع الكلمة ذات الاصل العربي في مربع ملوّن: بعد ان انهض واترك «المخدّة»، ألبس «البرنس»، واخرج من «القبّة» فأرى امامي «الرز» و«السبانخ»، ولكني أفضل تناول «السكر» مع الزيت.

ويمكن للزائر ملاحظة أبرز ما حققه العلماء العرب في الاندلس في مجالات علمية دقيقة كالجبر والهندسة والفلك وغيرها. ويتضمن موضوع الطبيعة، اقسام «الماء» وتعرض القرآن الكريم للموضوع في العديد من الآيات، وما حققه العرب والمسلمون في مجال السيطرة على المياه وتوزيعها والقناطر والنواعير.

ويحتوي موضوع الفن على اقسام الخط والعمارة والبناء والالوان، ففي الخط تعرض انواع عديدة. ووضع المعرض بين يدي الزائر عدة اختام يستطيع استعمالها لتطبع له بالعربية والاسبانية «يولد الناس احرارا سواسية»، ويحمل كل ختم خطاً يختلف عن الخطوط الاخرى كالنسخي والديواني والكوفي وغيرها. ويعرض قسم العمارة امثلة لما حققه المسلمون في بناء المساجد والقصور مثل قصر الزهراء ومسجد قرطبة مع التنبيه الى ان العرب لم يتركوا آثارا معمارية مهمة في قرطبة واشبيلية وغرناطة فقط، وانما في العديد من المدن الاسبانية الاخرى مثل سرقسطة وطليطلة وغيرهما. وعُرضت في قسم الالوان لوحات رائعة تمثل اهتمام الفن الاسلامي بالتلوين والزخرفة على الفخار والمعادن والزجاج.