علماء المصريات: سحر كليوباترا ليس في طولها أو قصرها بل في ذكائها

المتحف البريطاني يقلب نظريات التاريخ حول أنوثة أشهر ملكات العالم القديم

TT

اجمع علماء المصريات على ان سحر كليوباترا، الملكة المصرية واشهر ملكات العالم القديم، ليس في طولها او قصرها بل في ثقافتها وسحر عينيها، كما يكشف عن ذلك المعرض الخاص للملكة البطلمية الذي يستضيفه المتحف البريطاني خلال الفترة من 12 أبريل (نيسان) إلى 26 أغسطس (آب) المقبلين. وقال البروفسور علي رضوان العميد السابق لكلية الآثار في جامعة القاهرة، ان قصر تماثيل كليوباترا لا يكشف عن طولها او بدانتها، وبالنظر، مثلا، الى تماثيل الملك تحوتمس الثالث صاحب الفتوحات العظيمة، نجد طول كل تمثال منها لا يقل عن 60 مترا، بينما الحقيقة ان طول هذا الملك لم يتعد 150 سنتمترا. ورد البروفسور رضوان على الأقاويل التى اثيرت حول بشاعة وجه كليوباترا، آخر الملوك الذين حكموا مصر القديمة قبل أن تسقط تحت سيطرة الرومان منذ حوالي ألفي سنة، أي ثلاثين سنة قبل بدء التاريخ الميلادي، بقوله ان ملامح وجه كليوباترا كانت من النعومة والسحر بحيث لا يمكن مقاومتها، وانفها الحاد التقاطيع لا يمكن ان يوجد عند كثير من ملكات العالم القديم او الحديث، مشيرا الى ان سحر الانسان ليس في ملامح وجهه، ويكفي ان اعظم قائدين رومانيين وهما يوليوس قيصر ومارك انتوني وقعا في حبها، وتزوجاها واحدا بعد الآخر. وقال رضوان: رغم أن كليوباترا ماتت قبل بلوغها الأربعين فإنها أصبحت أكثر ملكات العالم القديم شهرة لقدرتها على السيطرة على قلوب الرجال وعقولهم، ولم تكن سيطرتها او شخصيتها الطاغية بسبب سحر جمالها لكن لكونها مثقفة عرفت تاريخ العالم القديم على ايامها وكانت تتقن اللغات القديمة، وهي الوحيدة بين ملوك البطالمة التي كانت تجيد اللغة المصرية القديمة. وتكشف تماثيل كليوباترا التي سيعرضها المتحف البريطاني الشهر المقبل، انها كانت في الحقيقة قصيرة وبدينة ودميمة. وكانت النجمات الشهيرات اليزابيث تيلور وفيفيان لي وصوفيا لورين من بين اللواتي لعبن دور كليوباترا سينمائيا. من جهته قال الدكتور احمد عبد الفتاح المدير العام للمتحف اليوناني الروماني في الاسكندرية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان العالم فهم جمال كليوباترا بطريقة خاطئة، اي انه فهمه بعقلية ملكات الجمال. واضاف عبدالفتاح ان الملكة التي بسطت نفوذها على مصر وهي في السابعة عشرة من العمر خلفا لوالدها بطليموس الزمار، حكمت مصر بذكائها وثقافتها الواسعة، ولم يكن جمالها نمطيا، اي بمقايييس الجمال المعروفة في ايامنا الآن. وقال عبد الفتاح ان كليوباترا استخدمت ثلاثة اسلحة في تعاملها مع قادة الرومان، هي الحضور والذكاء والانوثة، وكانت شخصيتها الطاغية واجادتها للغات هي اسلوبها في التعامل مع يوليوس قيصر ومن بعده مارك انتوني. ومن ناحيته قال الدكتور زاهي حواس مدير آثار الجيزة، ان ما يقوله علماء الآثار الانجليز عن ان كليوباترا كانت قبيحة وبدينة لا اساس له من الصحة. واضاف ان «النقوش الموجودة على معبد دندرة في قنا ومنها نقش يمثل كليوباترا وهي ترضع ابنها قيصرون الذي انجبته من يوليوس قيصر تظهر جمالها».