الرهينة اللبنانية ماري معربس تنشر كتابا عن وقائع احتجازها لدى جماعة أبي سياف

TT

تحت عنوان «ابي ينتظرني في مانيلا» اصدرت الرهينة اللبنانية السابقة لدى جماعة «أبو سياف» في الفلبين، ماري معربس، مذكراتها عن 127 يوماً امضتها قيد الاحتجاز مع رهائن آخرين في جزيرة جولو، العام الماضي.

ووقعت ماري في الأسر اواخر ابريل (نيسان) الماضي، بينما كانت وزملاء لها في اجازة جنوب بورنيو، يمارسون رياضة الغوص في جزيرة سيبادان. وتناقلت محطات التلفزيون العالمية صوراً لها وهي تواجه وضعها الصعب كرهينة في الغابات الحارة، بصبر ورباطة جأش. وكانت تعتني براحة الرهائن الآخرين وتقدم الاسعافات والعلاج للمرضى منهم، طوال اشهر الاحتجاز الاربعة.

وتعترف ماري معربس، البيروتية التي عاشت وسط قذائف الحرب اللبنانية قبل ان تنتقل الى الاقامة والعمل في باريس، ان تجربة الاحتجاز ساهمت في انضاجها ودلّتها على قدرات كامنة في الاحتمال، لم تكن تعهدها في نفسها. وتقول انها حرصت على التماسك وعدم التخاذل في مواجهة المحنة لكي تثبت لأبيها الذي لم ينجب غيرها، انها جديرة بأن تكون بمثابة الابن الذي كان يتمنى ان يرزق به.

وكان والد ماري، وهو محام في الثانية والسبعين من عمره يعمل في بيروت، قد ترك عمله وهرع الى العاصمة الفلبينية مانيلا ليكون قريباً من ابنته الوحيدة المختطفة، وليساهم في دفع المفاوضات الجارية لاطلاق سراحها مع رفاقها، وكذلك ليكون اول من يستقبلها في حال تحريرها. وقد استطاع ان يوصل اليها الصحف وبعض الكتب، كما تمكن من الاتصال بها للاطمئنان عليها عبر الهاتف المحمول.

وتروي ماري انها كانت العزباء الوحيدة بين مجموعة الرهائن، لكنها اضطرت الى «اختراع» زوج سابق لها واطفال ينتظرونها، وتظاهرت بأن لها خطيباً من الرهائن لكي لا تغري وحدتها الخاطفين بالاستفراد بها.

واستضاف التلفزيون الفرنسي ماري معربس للحديث عن كتابها في اكثر من مناسبة. وبدت انسانة اخرى شديدة الأناقة والتألق، تتحدث عن خاطفيها بالتعاطف ذاته الذي تتحدث به عن رفاقها. وقالت ان الخاطفين عاشوا مع الرهائن الصعوبات ذاتها، وذاقوا الطعام نفسه، وكانوا سعداء لحظة اطلاق سراح سجنائهم وكأنها لحظات اطلاق سراحهم ايضاً.

وأثارت ماري معربس، التي حصلت على الجنسية الفرنسية العام الماضي، استغراب مستمعيها حين قالت: «لو عاد الزمن الى الوراء، فانني مستعدة لتكرار تجربة الاحتجاز لأنني بفضلها اكتشفت نفسي».