مدريد تعود إلى عصر «دون كيشوت» وكاتبها

معرض يحكي حياة الفقراء والمهمشين والصعاليك الذين عايشهم سرفانتس

TT

يفتتح اليوم (الخميس) بمناسبة مرور 400 عام على صدور الطبعة الأولى من رواية «دون كيشوت» معرض «العالم الذي عاشه سرفانتس» في المركز الثقافي دي لابيا في العاصمة الاسبانية مدريد.

وكان الأمير فيليبي، ولي عهد اسبانيا، قد افتتحه رسميا يوم الثلاثاء الماضي بمصاحبة وزيرة الثقافة كارمن كالبو ورئيس بلدية مدريد البرتو رويث غاياردون، ولم تحضر الحفل الأميرة لتيثيا، زوجة ولي العهد، وكان مقررا حضورها، بسبب صعوبات الحمل.

يحتوي المعرض على اكثر من 400 قطعة فنية وأثرية وتاريخية، تعكس عالم سرفانتس، الذي عاش فيه بكل جوانبه في اواخر القرن السادس عشر، من لوحات ورسوم وكتب ومخطوطات وملابس وأسلحة وأثاث، وكل ما يتعلق بالحياة آنذاك، جمعت من العديد من المتاحف، وتم تقسيمها في المعرض الى عدة أقسام، ومنها جناح للوحات الفنية التي رسمت في ذلك العصر لفنانين أمثال الغريلو وريبيرا وغيرهما وقسم «كيف عاشت اسبانيا في القرن السادس عشر»، أي القرن الذي ولد فيه مؤلف «دون كيشوت»، وقسم يعكس العلاقة بين المدينة والريف، وآخر حول العلاقة بين القضاة والمحامين والمثقفين ورجال الدين، وقاعة لأنواع الاسلحة التي كانت تستعمل آنذاك.

وحسب تعبير مديرة المعرض كارمن اغليسياس، فإن استعمال السلاح كان جزءا من الرجولة آنذاك، وهناك جناح خاص لحياة الفقراء والصعاليك والمهمشين الذين عايشهم سرفانتس، وآخر لنساء ذلك العصر وكل ما يتعلق بهن، لاعطاء صورة اجتماعية متكاملة للحياة التي عاشها مؤلف «دون كيشوت».

يشار الى ان ميغيل دي سرفانتس (1547 ـ 1616) اصدر الجزء الأول من روايته «دون كيشوت» عام 1605، ثم الجزء الثاني عام 1615، وعايش من تبقى من العرب في اسبانيا. كما انه قضى فترة أسيرا في الجزائر، لهذا يذهب الكثير من المؤرخين الى انه تأثر بالأدب العربي، ولأجل هذا عقد مؤتمر خاص في شهر مايو (أيار) الماضي، في مدينة اشبيلية، جنوب اسبانيا، حول التأثير العربي في سرفانتس، حضره العديد من الباحثين العرب والاسبان والاجانب، وأكدوا فيه تأثير الحضارة العربية والاسلامية في صاحب «دون كيشوت».