صور نادرة في فيلم تلفزيوني عن حياة الجنرال ديغول

رب الأسرة الحنون مقابل صورة القائد الصارم

TT

تعرض القناة الثالثة للتلفزيون الفرنسي مساء غد الاثنين فيلماً عن الحياة العائلية والحميمة للرئيس الفرنسي السابق الجنرال شارل ديغول. أخرج الفيلم رينيه جان بوييه، وهو سينمائي متخصص في الأفلام الوثائقية التي تستعيد سير الشخصيات التاريخية وتنبش الملفات القديمة. واستند بوييه في عمله الى المؤلف الضخم الذي وضعه الأميرال فيليب ديغول، نجل الجنرال، عن سيرة والده بعنوان «ديغول أبي» بالتعاون مع ميشيل تورياك. ويعرض الفيلم صوراً خاصة يبدو فيها ديغول في دور الأب الحنون ورب الاسرة، بخلاف صورة القائد الصارم والضابط الذي قاد بلاده الى النصر، الذي سجله له التاريخ. ويبدو الجنرال في احدى الصور وهو يعتمر قبعة مدنية ويضع ابنته آن على ركبتيه في نزهة عائلية في بلدة الاسرة «كولومبي» عام 1937.

وقال فيليب ديغول للصحافة، في تبريره لكشف الأوراق الشخصية لوالده، إن الوقت حان لـ«ضخ الدم في تمثال الآمر» وهو تعبير استعاره من عضو الأكاديمية الفرنسية موريس دوران. وأضاف أن والده كان يفصل فصلاً تاماً بين حياته الخاصة وصورته كسياسي يعمل في الحقل العام. وكان يوصي أولاده بالحفاظ على حميمية البيت الى أقصى حد. ولم يكن مسموحاً لأحد أن يتحدث عن حياته الخاصة، رغم انها كانت نموذجية، ولا أن يكشف عن جوانب من شخصيته. وكان كل من يتجاوز ذلك يتعرض للتأنيب. وقد سجل ديغول في مفكرته الخاصة عندما كان أسيراً لدى الألمان في الحرب العالمية الأولى عام 1916 أن على المرء أن يتحدث بما قل ودل.

ويؤكد الابن أن والده لم يكن جاف المشاعر، بل كان يكتب له في مراسلاته عبارات أبوية حنونة من نوع «أُقبلك يا ولدي الكبير العزيز الذي احبه من كل قلبي». وعبَّر عن اعتقاده بأن ديغول ما كان سيقبل بتصوير فيلم يتناوله شخصياً بمعزل عن فرنسا والفرنسيين، لكنه لو شاهد هذا الفيلم لاعتبره فيلماً أميناً.