عرض «قينة» يستحضر تراث القيان النسائي والجواري في بلجيكا

TT

في تجربة فريدة من نوعها وقد ينظر البعض اليها على انها فكرة مجنونة وشيء غير مألوف في الوقت الحالي الذي يحرص البعض فيه على السماع إلى الاغاني السريعة او الوجبة السريعة كما يحلو للبعض ان يطلق على اغاني الشباب، تشهد بلجيكا تجربة يعتبر للمغاربة المهاجرين الفضل الاكبر في انطلاقها وإحيائها في بيئة غير عربية وأجواء مغايرة تماما. ولكنها تجربة جديرة بالمتابعة والالتفات اليها، سواء من جانب الجمهور البلجيكي، الذي يجد متعة في متابعة اشياء ذات الصلة بالثقافة العربية، وكذلك بالنسبة للجاليات العربية والإسلامية المقيمة في بلجيكا، التي تعيش في بلاد المهجر وتنتظر أي عمل فني يذكرها بتاريخ شعوبها حتى ولو كان الامر يتناول احد الفنون التي اندثرت وغابت، وهو القيان. ومن هذا المنطلق وفيa إطار مهرجان «أصوات النساء» تقدم فرقة «ريزونانس» ببروكسل، يوم غد الخميس، عرضا فنيا بعنوان «قينة» يستحضر فيه شباب مغاربة من أبناء الهجرة تراث القيان الشعري. عدّي يحيى المنسق الفني للعرض قال لـ«الشرق الأوسط» بأن هذا العرض هو ثمرة مجهود كبير حيث تطلب منهم أشهرا من العمل. فبعد اختياره لقصائد من تراث القيان الشعري كان عليه أن يكتبها بالحروف اللاتينية للمؤديات حتى يتمكنّ من حفظها والتغني بها فيما بعد. وأضاف بان ليلى أمزيان وأنيسة روّاس لا تقرآن اللغة العربية وبالتالي كان عليه أن يبذل الكثير من الجهد لإشراكهما في هذه التجربة التراثية. وحدها المطربة المغربية نزيهة مفتاح المقيمة في باريس هي التي دأبت على تأدية أغان عربية للعديد من أعلام الطرب العربي. ونزيهة مفتاح سبق لها أن أحيت خلال شهر رمضان العديد من السهرات تحت عنوان «فيروزيات» بالعاصمة البلجيكية.

لكن القصائد وحدها لم تكن كافية إذ كان على العازف المغربي المقيم ببروكسل عابد بحري، أن يستعيد الفضاء اللحني للقيان، خاصة في غياب إرث موسيقي مدوّن لهؤلاء المغنيات. عابد الذي يلحن ويعزف على العود، هو الرجل الوحيد في جوقة كل أعضائها نساء. فحتى العازفات كن من البلجيكيات كأنما ليحقق العرض نوعا من الحوار الفني والموسيقي تخليدا لقيمة التعايش بين الثقافات في بلجيكا. يذكر ان القيان كانت تطلق في الماضي على السيدات الجواري اللاتي يقمن بغناء الشعر، وكانت هناك شخصيات نسائية شهيرة في هذا المجال ومنهن شخصية دنانير التي جسدتها الراحلة كوكب الشرق ام كلثوم في فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم الذي كان يطلق