اكتشاف قارب في الكويت عمره 7 آلاف سنة

TT

قال فريق من علماء الآثار البريطانيين حسب صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس ان قطعا صغيرة من القار تم اكتشافها في الكويت، يمكن ان تدل على ان الانسان تمكن من صنع القوارب القادرة على ارتياد البحار قبل 7000 سنة.

وهذه القطع التي تمت صناعتها منذ 5000 سنة قبل الميلاد عليها من جانب اثار بعض النباتات البحرية، وتلتصق بها من الجانب الآخر سرطانات بحرية صغيرة. وقد قام الفريق الذي يقوده روبرت كارتر، من جامعة لندن، بهذا الاكتشاف عندما كان يحاول اخراج مساكن بشرية ترجع الى العصر الحجري الأخير بمنطقة «صبّية»على الساحل الشمالي من خليج الكويت، على قمة الخليج العربي.

وقال الدكتور كارتر: «من زاوية التجارة، وارتياد البحار في العصور القديمة، يعتبر هذا الاكتشاف مهما لأبعد الحدود. هذه بالتأكيد اقدم قطع اثرية للمراكب توجد بالخليج وربما في العالم كله».

وقال الفريق الذي يشمل علماء اثار من جامعة كمبردج وجامعة يورك، ان ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرا بصورة خاصة هو اكتشاف نموذج كامل لمركب من ذلك العصر.

ويضيف كارتر عن ذلك «هذا المركب يحمل تفاصيل مذهلة، تنقل لنا معلومات قيمة وكثيرة حول كيفية صنع هذه الجماعات التي تنتمي الى العصر الحجري لمراكبها. هناك خطوط تمتد من مقدمة المركب ومؤخرتها، يمكن ان تكون حبالا ويمكن ان تكون حزما من النباتات البحرية. وثمة ثلمتان في مقدمة المركب وفي مؤخرته وهو ما يشير الى احتمال وضع اعمدة خشبية طولية عليه».

موقع صبية اكتشفه قبل 15 سنة فهد الوهيبي، المدير السابق للمتحف الوطني الكويتي، عندما انتبه الى تل وسط الصحراء حوله نثار غير عادي من قطع الحديد. ويقول الدكتور وهيبي «كنت اذهب الى تلك المنطقة بصورة منتظمة لصيد الاسماك. واكتشفت عدة مواقع ظننت انها ذات صلة بتجمعات بشرية قديمة».

اما الدكتور شون ماكريل، استاذ الاثار البحرية بجامعة ساوثهامبتون، فقال ان هذا الاكتشاف اذا صحت نسبته الى ذلك العصر، سيكون على درجة عالية من الاهمية «لاننا لا نعرف الا القليل عن اصول بناء المراكب. فأقدم المراكب من الالواح الخشبية وجدت في مقبرة بشيوب بمصر ويرجع تاريخها الى 3000 ق.م».

وبدأ التنقيب في موقع صبية قبل سنتين فقط، بعد ان التقى الدكتور وهيبي بهاريات كروفورد، من معهد الاثار بجامعة لندن في احد المؤتمرات، ووجه لها الدعوة لقيادة فريق الى ذلك الموقع. في اول فصلين، قامت البعثة الكويتية ـ البريطانية باستخراج سلسلة معقدة من المباني الصغيرة المصنوعة من الاحجار المحلية، كما وجدت دلائل على اقتصاد محلي مستقل، قائم على الصيد وتربية الحيوان وصنع العقود والمجوهرات من اصداف البحر.

كانت قطع الصوان والكوارتز والاصداف تصنع منها الفؤوس والرماح وادوات الحفر. وكانت رؤوس الرماح تركب في اعواد خشبية وتقذف باليد او من الاقواس لاصطياد الطيور والغزلان والسمك. اما الاصداف فكانت تشكل وتثقب لصناعة المجوهرات التي تباع بدورها مقابل الخزف من بلاد ما بين النهرين الى الشمال ومقابل الماشية من شبه الجزيرة العربية. وبالاضافة الى الصوان والكوارتز وجد كذلك الزجاج السبجي، وهو نوع من الزجاج البركاني. وقد ظن الفريق للوهلة الاولى انه جاء من تركيا. ولكن البحث اللاحق اثبت انه من اليمن.