سياسيون فرنسيون في مظاهرة صامتة تضامنا مع بائع عربي

احتج على التشهير بزميليه المفصولين فطرد.. وتحول من «عامل مثالي» إلى «مشبوه»

TT

من المقرر أن تجري اليوم (الأربعاء) مظاهرة صامتة أمام إدارة سلسلة متاجر «كارفور» في باريس، احتجاجاً على تسريح بائع عربي الأصل، لأنه اعترض على ملصقات علقتها الإدارة تنطوي على تشويه لسمعة زميلين له من أُصول عربية. وأعلنت ماري جورج بوفيه، الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي، عن رغبتها في الاشتراك في المظاهرة، مع سياسيين آخرين مرموقين.

وكان فوزي بن عبد الله، 41 عاماً، وهو بائع في قسم الأجهزة الإلكترونية بفرع المتجر ،الواقع في ضاحية سان دني شمال العاصمة، قد احتج في سبتمبر (أيلول) الماضي، على تعليق ملصقات في الحيز المخصص للعاملين، تتضمن صورة لبائعة سابقة تدعى فتحية، تم تكبيرها من صورتها في ملف العمل، وكتب تحتها أنها طردت بسبب السرقة ولاستهلاكها منتجات من البضائع المعروضة للبيع أمام الزبائن. كما احتج بن عبد الله على ملصق آخر يحمل صورة مكبرة لبائع يدعى عبدل، مع نص يشير الى أنه طرد بسبب سرقة هاتف جوال.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، قال البائع المطرود، إنه كان سيتصرف تصرفاً مماثلاً لو كان اسما المشهَّر بهما فيليب أو فرانسواز.

ويعمل فوزي بن عبد الله منذ أحد عشر عاماً في ذلك المتجر. وقد أصيب بالصدمة، على حد قوله، عندما وصل الى مقر عمله ذات صباح، وشاهد الملصقين المعلقين في موضع يراه كل العاملين ويتيح لبعض الزبائن أيضاً رؤيتهما. ويضيف «شعرت بأن هذا النوع من التشهير أمر مخالف للقانون، وهو عقوبة مزدوجة لشخصين سبق أن نالا عقوبة الطرد من العمل». ولم يتمكن فوزي من التغاضي عما يرى حفاظاً على موقعه في العمل، خصوصاً أنه كان منتسبا سابقاً الى منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال)، وفي جمعيات مناهضة للعنصرية، وهو عضو منتخب في المجلس البلدي لضاحية كليشي، وهو منصب يحتم عليه أن يحارب العنصرية والظلم الاجتماعي.

والمحزن أن بن عبد الله لم يجد كثيراً من التأييد بين زملائه، فالكل يخشى من فقدان لقمة العيش في بلد يعاني من ارتفاع نسبة البطالة. ومع هذا لم يسكت فوزي، فذهب لمقابلة المسؤول النقابي وطالب برفع «الملصقين المهينين». وقد رفض المدير الانصياع في البداية وهدد بأنه سيعلق صور كل عامل تمتد يده الى بضائع المحل. لكن الملصقين رفعا بعد ظهر اليوم نفسه، بعد أن هدد بن عبد الله بنقل الأمر الى الصحافة، وهو ما فعله.

وبعد أيام قلائل من نشر خبر في جريدة «لو باريزيان» تلقى البائع المعترض إنذاراً بالفصل لحجة واهية، ويقول: «أصبحت بين عشية وضحاها شخصاً غير مرغوب به، و تحوَّلت من بائع مثالي مرشح لمنصب إداري وقدوة يضرب بها المثل الى فرد مشبوه يتفاداه الآخرون».

من جهتها نفت إدارة المتجر أن يكون لتسريح بن عبد الله أية صلة بقضية الملصقين، التي وصفتها بالحادث المؤسف. وخرج البائع المطرود الذي يعيل اسرة من ثلاثة أطفال لينضم الى جيش العاطلين، في انتظار أن تقول محكمة العمل قرارها بشأن فصله.