انتحار عمدة مدينة بودولسك بضواحي موسكو

أصابع الاتهام تشير إلى علاقة له مع مجتمع الجريمة المنظمة

TT

وسط ظروف يظل الغموض يكتنف الكثير من جوانبها، أعلنت سلطات السجن الأشهر في موسكو «ماتروسكايا تيشينا» عن انتحار الكسندر فوكين عمدة مدينة بودولسك القريبة من موسكو.

وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على فوكين في أبريل (نيسان) الماضي بعد اتهامه بتدبير عملية التخلص من نائبه بيتر زابرودين، الذي خاض الانتخابات الماضية منافسا له على منصب عمدة المدينة، والتي اسفرت عن مصرع زابرودين وسائقه.

وذكر الكسندر خينشتين، عضو مجلس الدوما، المعروف بصلاته القريبة من الأجهزة الأمنية، أن فوكين أصيب بعدد من الامراض النفسية التي استدعت نقله إلى مستشفى الأمراض العصبية. وأشار إلى أنه سقط فريسة للهلوسة والتهيؤات حول أن هناك من يريد دفعه إلى الانتحار، مؤكدا أنه سبق أن أقدم على محاولة مماثلة. وأعرب خينشتين عن يقينه من أن المتهم قرر الرحيل عن الحياة بعد أن تأكد له أن العقاب حتمي. غير ان هناك من أعرب عن شكوكه تجاه صحة تصريحات عضو مجلس الدوما في محاولة لاعتبارها محاولة لصرف الأنظار عمن يقف وراء عملية الانتحار في الوقت الذي يعزو فيه آخرون مثل هذا الحادث إلى خلافات بين ممثلي الجريمة المنظمة ممن قد يكونون على صلة بالعمدة الراحل.

وتجيء هذه الشكوك في إطار الحديث المتداول حول ضلوع كبار المسؤولين والقادة الأمنيين في موجة الفساد والرشاوى التي تعم روسيا وما يتبعها من اصطدام مصالح هؤلاء المفسدين مما يتسبب في اللجوء للعنف لحسم وإقصاء المنافسين.

ويجدر التذكير بأن إحصائيات منظمة «الشفافية العالمية» Transparancy International التي نشرت أخيرا أكدت ما يتم الحديث عنه في موسكو إذ وضعت روسيا جنبا الى جنب مع دول افريقية مثل النيجر وسيراليون في مجال مستوى تفشي الرشوة بين موظفي الجهاز الإداري للدولة. كما اعترفت مصادر رسمية من جهة أخرى بتورط نواب من مجلس الدوما أنفسهم في تلقي الرشاوى.

وفي تلك الاحصائيات احتلت روسيا المرتبة 126 بالاشتراك مع البانيا والنيجر وسيراليون بين 159 دولة تضمنتها القائمة بعد ان كانت تحتل منذ عام واحد المرتبة 90 الى جوار الهند وموزامبيق ونيبال وتنزانيا.