نداء من أمهات عربيات شهيرات لتهدئة خواطر غاضبي الضواحي الفرنسية

جاء دورهن: لا تحطموا من أعطاكم الأمل.. لا تحرقوا ما أحببتم

TT

بعد مرور اسبوعين على حرائق الضواحي في باريس وغيرها من المدن الفرنسية، تحركت شخصيات نسائية من اصول مغاربية لتهدئة غضب الابناء ضد الفقر والتهميش، واصدرن نداء موجها الى الشباب المنتفضين من جهة، والى السياسيين الفرنسيين من جهة اخرى، يدعو الى ان يتحمل كل طرف مسؤوليته.

وجاء في النداء الذي وقعت عليه السينمائية المتخصصة في قضايا الهجرة يامنة بنغيغي، والحقوقية علمية بومدين، والعضو السابق في المجلس التمثيلي لمسلمي فرنسا دنيا بوزار: «لقد استمعنا الى رئيس الجمهورية والى تصريحات رئيس الوزراء، وتابعنا استغاثة الامهات الباكيات في الضواحي، ولم نقل كلمتنا حتى الان رغم ان لدينا ما نقول. ذلك ان رفاق حياتنا مهما فعلوا وحيثما كانوا، فاننا نحن الامهات من يستمر من قديم الزمان في إعداد الفطور، ونحن من يداوي الجروح. وبغض النظر عن ذكرياتنا، وتاريخنا، وادياننا، واصولنا، والوان بشراتنا، واحزابنا السياسية، فاننا نحن من يحرس كافة حلقات السلسلة الانسانية. ان وجودنا في اماكن متعددة يتيح لنا ان نسمع ما لا يسمعه الاخرون، ولهذا قررنا اليوم ان ندعو كل واحد الى تحمل مسؤوليته».

ومضى النداء مخاطبا شباب الضواحي ومذكرا اياهم بأن فرنسا هي بلدهم، وبأنهم يحبون الموسيقى ذاتها التي يسمعها رفاقهم الفرنسيون، ويشاهدون ذات الافلام، ويحملون ذات الآمال في التقدم الاجتماعي.

واضاف: «لقد حلمنا بكم وزراء، ونوابا، ومستشارين بلديين، ومعلمين واطباء. وكنا فخورات بكم مسبقا. واليوم يتحول البعض منكم الى خارجين على السيطرة بعد ان رأى الآباء والاخوة الكبار عاطلين عن العمل. لكن لا تحطموا من اعطاكم الامل، ولا تحرقوا الاماكن التي احببتم، ولا تدعوا خطاب الكراهية يجتاحكم ويؤلبكم ضد البلد الذي بنيناه سوية. ان هذا يعزز النظريات التي تريد اقامة حدود يتعذر عبورها بين البشر، ويغذي من يدين بأفكار جان ماري لوبين وبن لادن ويريد حبس الافراد في جماعات والادعاء بأن الجماعة في خطر..».