مستشرقون في مدريد يشيدون بكتاب «الإسلام اليوم» وبمؤلفه

دور النشر الإسبانية رفضت طبعه

TT

في حفل تقديم كتاب «الإسلام اليوم» للدكتور جمال عبد الكريم، الاستاذ في كلية الاداب بجامعة كومبليتنسي، في مدريد اول من امس، اشاد عدد من المستشرقين بالكتاب «لعمقه ولتوضيحه الكثير من القضايا الغامضة او المغيبة عن الجمهور الاسباني، بسبب الحملة المعادية للاسلام في الغرب».

وتحدث المؤلف عن معاناته مع دور النشر التي لم توافق على طبع الكتاب بسبب دفاعه عن الاسلام. وقال ان سبب تأليفه له هو ان كل مسلم عندما يبتعد عن وطنه فانه سيعيش قضايا تشغل باله، خاصة ان وسائل الاعلام تتحدث عن دينه وتثير قضايا مهمة حوله. واستغرب الكاتب من التركيز «غير الطبيعي» على مسألة المرأة والحجاب، كلما جاء ذكر الاسلام «مع ان الحجاب هو جزء من تقاليد هذه الامة، وجزء من شخصية المرأة». وقال عبد الكريم إن وسائل الاعلام الغربية تتحدث عن «الارهاب الاسلامي» ولا تنبس ببنت شفة عن مصطلح «الارهاب المسيحي» او «الارهاب اليهودي». واضاف اذا كانت هناك مجموعة ارهابية فعلى وسائل الاعلام تسميتها باسمها «فالذي يقرأ الاسلام بعمق لا يرى فيه اي ارهاب». وقال ان الاسلام لا يحتاج الى الغرب كي يعلمه مبادئ الديمقراطية والحرية، فهذه من مبادئ الاسلام. والمسلمون هم الذين مدوا الجسور مع المسيحيين واليهود بإطلاق اسم «اهل الكتاب» عليهم.

واشاد الدكتور خوان مارتوس، الاستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة كومبليتنسي بالكتاب وبمؤلفه وقال «ان المؤلف كان شاهدا للكثير من احداث العالم العربي، كما انه من ابرز المهتمين بنشاط المستشرقين الاسبان في مصر، وان كتابه، الاسلام اليوم، يشكل طفرة كبيرة في دراسة الاسلام، لاحتوائه على مواضيع جديدة ومهمة خاصة في ما يخص الخلاف مع الافكار والاديان الاخرى، وفي دراسته العميقة لمسائل تثار بين حين وآخر كالمرأة والحجاب وكذا مواضيع معاصرة كالارهاب».

وعلقت الاستاذة ماري باث باجيستير رئيسة جمعية الجنوب التي قامت بطبع الكتاب، بأن الجمعية قررت طبع الكتاب لانه يمثل جسرا يربط بين الثقافة الاسلامية والثقافة الاسبانية، وان مؤلفه من جنوب البحر الابيض المتوسط، ويتمتع بثقافة عميقة وواسعة، كما انه منفتح ويدعو الى النقاش كما انه يوضح الكثير من المفاهيم التي يفهمها الاسبان خطأ، موثقا معلوماته بنصوص من القرآن والحديث، كل ذلك بكل حرية وجرأة.

واشاد المستشرق اميليو توريني بالمؤلف وركز على مسألة فهم وتفسير النصوص القرآنية، وقال انه موضوع شائك وسبق ان ناقشه مفكرون امثال محمد عبده والافغاني، ولكن المؤلف عرض وحلل هذه المسألة بشكل دقيق وعميق للغاية.

وقال المستشرق اينياكي غويتيريث، الاستاذ في جامعة اوتونوما بمدريد، «لقد فاجأني الكتاب واعجبني انفتاح المؤلف، خاصة عند مناقشة الفهم الخاطئ للاسلام في الغرب.. فمنذ فترة طويلة لم نعرف كتابا شاملا بالاسبانية بلغة حديثة كهذا الكتاب، خاصة في هذا الوقت الذي يعج بالهجوم على الاسلام وعلى مبادئه بشكل متعمد، من هنا تدعو الضرورة الى تأليف كتب تعتمد النقاش والانفتاح كهذا الكتاب».