خبير سينمائي: المخرجون الشبان يفتقرون إلى الخيال

مصور «التانغو الأخير في باريس» متفائل بالتكنولوجيا الرقمية

TT

ذكر المصور السينمائي الايطالي الشهير فيتوريو ستورارو خلال مهرجان للسينما في اليونان بان مخرجي السينما الجدد يتناسون أسس السينما الحقيقية وان عليهم أن يتحلوا بالخيال وهم يصنعون أفلامهم من خلال مشاهدة المزيد من الاعمال الكلاسيكية.

ويرأس مصور العديد من الافلام السينمائية التي حصلت على جوائز الاوسكار مثل «الامبراطور الاخير» و«شيوعيون» و«التانغو الاخير في باريس» و«سفر الرؤية»، لجنة التحكيم للدورة الـ46 لمهرجان سالونيكي السينمائي كما يقيم معرضا للصور في كل من متحف الصور ومتحف السينما المقامان على هامش المهرجان. وقال ستورارو في مقابلة مع صحيفة «كاتيمينيري» اليونانية «لا يكفي أن يكون لديك كاميرا صغيرة لتصنع فيلما. فكل تكنيك أسهم في توسيع آفاق لغة السينما فتح أبوابا جديدة للخيال». وتابع «عندما استخدم الصوت لاول مرة في الافلام السينمائية اضطروا لايقاف حركة الكاميرا. وبالتدريج وجدت الكاميرا وسائلها في التعبير». وحدث نفس الشيء مع الابيض والاسود بعد ظهور الالوان. وأضاف «فجأة فقد الحوار بين الضوء والظلال. لكن التكنيك تحسن بالتدريج ووجدت الالوان ظلالها مرة أخرى واستؤنف الحوار».

وقال ستورارو «إن التكنولوجيات تفعل الكثير في مساعدة الحرية والخيال لكن جودة الصورة لا تزال منخفضة للغاية. ولذا فأنني اعتبر «سفر الرؤية» بمثابة دراسة، واعتقد أن التكنولوجيا الرقمية ستوفر قريبا مزيدا من الحرية».

وفي معرض إشارته إلى حالة التشوش التي يمر بها المخرجون الجدد قال إن فناني اليوم مهووسون بعمل كل شيء بأنفسهم. وتابع «سيناريوهات أفلام فلليني كان يكتبها 5 أو 6 من كتاب السيناريو. وفي المقابل نجد أن كثيرا من مخرجي السينما الشبان الان يريدون أن يعملوا كل شيء بأنفسهم. وكلما تنوع ما يفعله الواحد منهم في فيلمه كلما ازدادت سعادته». وأضاف «القصص شخصية للغاية ولا تهم أحدا سواهم وسوى أمهاتهم».

وقال أولريش فيلسبرغ منتج فيلم «نادي بونا فيستا الاجتماعي» المرشح للحصول على جوائز أوسكار وعضو لجنة التحكيم بمهرجان سالونيكي لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) بأن السينما ستواجه بتحديات متزايدة في المستقبل حيث يتحول اهتمام الشباب بشكل متزايد نحو الإنترنت أكثر من مشاهدة السينما. وأضاف «إن التغير الذي تشهده الصناعة بالغ التعقيد مع ازدياد حجم المنافسة من جانب الإنترنت وإذا لم تكن القصة قوية فان أعدادا متزايدة من الناس ستؤثر إنفاق وقتها ومالها في أماكن أخرى غير الذهاب إلى دور السينما».