معرض في لندن يرصد رسومات الكاريكاتير المعادية للسامية

بسبب ضجة رسم كاريكاتيري لصحيفة «الإندبندنت»

TT

هل انتقاد اسرائيل يعد معاديا للسامية حين تستخدم نفس الصور التي استخدمت لفترة طويلة لمهاجمة اليهود؟ سيطرح السؤال في «معرض الفنون المعادية للسامية» الذي يقام في لندن في أوائل العام المقبل والذي انبثقت فكرته جزئيا من رسم كاريكاتيري سياسي نشر قبل ثلاثة اعوام يصور رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عاريا ويأكل طفلا فلسطينيا.

ويضم المعرض صورا من مجموعة خاصة لطبيب يهودي ويقام في صالة عرض جمعية الكاريكاتير السياسي والتي تعرضت لانتقادات لاذعة من جماعات اسرائيلية ويهودية، حين منحت كاريكاتير شارون جائزتها الاولى التي تمنح سنويا. وقال سايمون كوهين الطبيب الذي يعرض المجموعة: ما هي الحدود بين النقد السياسي المشروع والدعاية العنصرية. من الصعب تحديد ذلك ولكن اعتقد ان القضية تتعلق باستخدام نفس اللغة». وأضاف، «يصور الناس اليهود على انهم قتلة وأكلة اطفال منذ مئات السنوات. ينبغي ان يدركوا مغزى استخدام صور تنطوي على معاداة للسامية». وتشمل مجموعته رسما المانيا مطبوعا من القرن الخامس عشر يصور يهودا يشربون دم طفل وآخر من فرنسا في نفس الوقت تقريبا يصور ثعبانا يهوديا تتدلى من فمه أرجل طفل. وتضم مجموعته كاريكاتيرا فلسطينيا يرجع لعام 2001 يصور شارون يأكل بشوكة من صحن مليء بالاطفال.

وساهم كاريكاتير شارون الذي رسمه الفنان ديفيد براون لصحيفة اندبندنت في اقناعه، ويرى ان اي شخص لا يعتبر الكاريكاتير معاديا للسامية لا بد انه يجهل تاريخ تلك الصور. ويقول رسامو الكاريكاتير، كما ذكرت وكالة أنباء رويترز في تقريرها، ان من المقبول استهداف الساسة الافراد حتى وان كانت الرسومات قوية طالما لا تهين اليهود كمجموعة. ويقول براون عن رسمه المستوحى من لوحة فرانسيسكو دي غويا تصور الشيطان يأكل احد ابنائه «لم يستخدم شيئا نمطيا. انه يتعلق بفرد وليس بجنس». واضاف «هل لان البعض شعر بالاهانة أن يعني ذلك تلقائيا ان الرسم معاد للسامية... كلا». واعرب الفنان عن مخاوفه من ان يستغل البعض اتهام معاداة السامية لإرهاب نقاد سياسيين. وتابع «ربما يكون البعض شعر بالاهانة حقا. والبعض الاخر استغله لإجبار رسامي الكاريكاتير على فرض رقابة على انفسهم».

وحين ظهر الرسم في عام 2003 قالت السفارة الاسرائيلية انه تكرار لأساطير معادية للسامية من العصور الوسطي تزعم ان اليهود يستخدمون دماء أطفال غير اليهود في طقوسهم. وحكمت لجنة الشكاوى الصحافية البريطانية بان الكاريكاتير ليس معاديا للسامية، وقال محررو صحيفة اندبندنت ان اي اساءة لم تكن مقصودة.

الا ان الضجة تصاعدت حين فاز براون بالجائزة الاولى لجمعية الكاريكاتير السياسي. ونشرت الصحف الاسرائيلية مقالات عنه وزار ناتان شارانسكي وزير شؤون مجلس الوزراء في ذلك الحين صالة عرض الجمعية لمناقشة معاداة السامية في الفن السياسي.

وقال تيم بنسون الذي يدير الجمعية ان المحكمين ومعظمهم من رسامي الكاريكاتير والمتحمسين للفن، اختاروا رسم براون بسبب ما اثاره من رد فعل محموم. وبنسون مؤرخ متخصص ويقول «هذه هي نوعية اعماله. يميل لاستخدام صور موحية. سواء كان بلير او بوش او شارون او اي شخص اخر».

وبنسون يهودي ولكنه يذكر انه ليس لذلك علاقة بموقفه من الكاريكاتير الذي لا يرى به عيبا. واضاف بنسون ان الجدل يبين قوة الكاريكاتير في تأجيج المشاعر. واضاف «نظمت معرضا عن الشرق الاوسط وتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولانه كان محايدا جدا لم يأبه به أحد».