تقاعد رسام افتتاحيات «الفيغارو»

جاك فيزان وقع على 50 ألف رسم

TT

في تحية لرسام الكاريكاتير الذاهب الى التقاعد، أفردت جريدة «الفيغارو» الباريسية، امس، صفحتين كاملتين لجاك فيزان، صاحب الريشة التي واصلت السخرية من الظواهر السياسية والاجتماعية في فرنسا طوال نصف قرن. وانتمى جاك فيزان الى اسرة «الفيغارو» في خريف 1959، وكان اول رسم نشر له فيها يمثل عجوزين يتأملان صورة عرسهما، حيث تقول المرأة التي ابيض شعرها وتضخم جسمها، لزوجها: «من حسن الحظ انك أحببت عينيَّ لأنهما الشيء الوحيد الذي لم يتغير في».

بدأ فيزان حياته الفنية رساما اجتماعيا، وسرعان ما طرق باب الكاريكاتور السياسي وتخصص في رسم الجنرال ديغول الذي كان بقامته الفارعة وقبعته العسكرية وأنفه الضخم صيداً سهلاً للرسامين. ويعترف فيزان بأنه ما كان سينجذب الى الكاريكاتور السياسي لولا شخصية ديغول. وعندما مات الجنرال، رسم فيزان شجرة سنديان ممدة وقد انحنت فوقها «ماريان» رمز الجمهورية الفرنسية.

وبلغ من اقبال القراء على رسوم فيزان ان الجريدة نقلت الكاريكاتور الى صفحتها الاولى، اعتبارا من عام 1967.

وكان رسمه اليومي يعادل بفكرته الافتتاحية التي يكتبها المحرر السياسي، بل يتفوق عليها. وظلت خطوط فيزان واضحة وشديدة الاقتصاد، خلقت شخصيات كاريكاتورية حفظها القراء عن ظهر القلب، مثل الزوجين العجوزين اللذين يتابعان من صالون بيتهما احوال البلد كله ويعلقان عليها.

ويبلغ جاك فيزان حاليا السابعة والثمانين من العمر، وقد بدأ الرسم منذ كان تلميذا يتسلى بالتخطيط بقلم الرصاص اثناء الدروس المملة. وهو في آخر المطاف فشل في الدراسة ونجح في الرسم بحيث انه باع اول رسم له الى مجلة للشباب وهو في الرابعة عشرة من عمره.

ودخل في اول صباه المدرسة الفندقية، ثم خدم العسكرية في سلاح الطيران دون ان يضع قدمه في طائرة حربية، وبعد انتهاء الحرب عثر على وظيفة رسام في صحيفة «بونجور ديمانش»، ومن ملحقها المخصص للاطفال انطلق الى دنيا الكاريكاتور ولمع اسمه في كبريات الصحف الفرنسية. وبقدر ما احب فيزان الجنرال ديغول، فان ريشته قست على الرئيس السابق فرانسوا ميتران، ورسمته يرتدي بزة الجنرال فيضيع في ارجائها ويتهدل كماها على ذراعيه.

ومع تقاعده، يكون جان فيزان قد نشر اكثر من خمسين الف رسم كاريكاتوري موقع بامضائه، اغلبها في «الفيغارو» التي اعتبرته «راسم افتتاحياتها» على الصفحة الأولى.