مشادة بين الفيتوري وحبيب الصايغ في أبوظبي بسبب فلسطين

TT

على مسمع ومرأى حشد من المثقفين الذين اكتظت بهم إحدى قاعات المجمع الثقافي في أبوظبي حدثت مشادة بين الشاعر محمد الفيتوري، الذي يحل ضيفاً لأول مرة على المجمع في إطار الفعاليات المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وبين الشاعر الاماراتي ونائب رئيس اتحاد كتاب وادباء الامارات حبيب الصايغ.

وكانت المشادة آخر ما كان يمكن توقعه بعد التقديم الشعري الحميم الذي جهد الصايغ في أن يكون لائقاً بشاعر في منزلة الفيتوري ومناسباً في الوقت نفسه مع مكانة الصايغ كشاعر واديب معروف ونائب لرئيس اتحاد ادباء الامارات.

وظن الجمهور، الذي اخذ على حين غرة، في البداية ان الحوار الذي كان يجري على المنصة بين الشاعر الضيف والشاعر المضيف هو نوع من المداعبة لكن الأمر توضح بعد ذلك أنه مشادة.

وطبقاً لرواية الصايغ عن الواقعة ان الفيتوري هو الذي بدأ المشادة عندما شكا من ان بعض من التقاهم في أبوظبي اتهموه بأنه لا يكتب عن فلسطين وانه يريد ان يبرئ نفسه من هذه التهمه متسائلاً ماذا يقرأ الآن لكي يرضي اولئك الذين يتهموه.

ويقول الصايغ انه اقترح على الفيتوري ان يقرأ شعراً خالصاً، وهنا التفت اليه الفيتوري مستنكرا وليسأله باستغراب: وهل هناك شعر خالص وآخر غير خالص؟ فرد عليه الصايغ قائلاً «ليس ضرورياً ان تكون القصيدة عن فلسطين حتى تكون عن فلسطين» قاصداً بذلك ان جو القصيدة هو الذي يحدد طبيعتها وجوها.

وهنا، كما يقول الصايغ، احتد الفيتوري مستنكراً: «أنا الفيتوري تريد ان تقول لي ماذا اقرأ وأنا الذي لدي 20 ديوان شعر». فما كان من الصايغ إلا أن ترك المنصة وخرج من القاعة تاركاً الضيف وحده، مثيراً جواً من الارتباك الذي لم ينقذه إلا الدكتور يوسف الحسن الذي صعد الى المنصة محاولاً ترطيب الجو المكهرب وذلك من خلال الاشادة بالشاعر الضيف والتأكيد على النيات الطيبة لشاعر الامارات الصايغ.

ومع أن الأمسية استمرت بعد ذلك إلا أن حديث المشادة طغى على حديث الشعر بالرغم من أن الفيتوري يزور الامارات لأول مرة وكان الجمهور ينتظر هذه المناسبة منذ زمن طويل.